نشطاء: اختيار الأحساء عاصمة للسياحة العربية يتطلب تطوير واستقلالية مطارها

Estimated reading time: 15 minute(s)

الأحساء – الجوهرة الملحم

تفاعل أهالي الأحساء مع خبر اختيار الأحساء “عاصمة السياحة العربية 2019م”، الذي أقره المجلس الوزاري العربي للسياحة خلال اجتماعه مؤخرًا، في مدينة الإسكندرية المصرية، بعد تأكيده أن الأحساء استوفت جميع الشروط المرجعية التي أعدتها المنظمة العربية للسياحة، معبرين عبر هاشتاق #الأحساء_عاصمة_السياحة_العربية 2019، عن سعادتهم لاختيار الأحساء لما تحمل من مقومات سياحية، ومطالبين في الوقت نفسه بتحسين بعض الخدمات التي رأوا أنها قد تؤثر في مستوى جودة الخدمات وقابلية الوصول للمحافظة وتسهيل وصول الزوار سواء عبر الطرق البرية أو المطار.

وقد تصدّرت تلك المطالب مطار الأحساء “الدولي”، إذ علّق ممثل لجنة السياحة والترفيه لغرفة الأحساء بمجلس الغرف السعودية أحمد بن راشد الراشد، على الحالة التي وصلها إليها المطار الدولي بعد اختيار الأحساء عاصمة للسياحة العربية، بقوله: “أصبحت الأحساء عاصمة السياحة العربية، ودخلت قائمة اليونسكو، ومطار الأحساء دخل قسم العناية المركزة!”.

وأضاف “الراشد”: “مطار الأحساء -حسب ما فهمنا- تمت ترسيته لشركة لتطويره وتشغيله منذ ما يقارب الثلاث سنوات، وتوقف كل شيء، إلى أن تدهور المطار وأصبح دوليًا بالاسم”، متسائلًا: “هل بالإمكان التوضيح لنا أو حتى للمواطن البسيط لماذا وإلى أين يتجه هذا المطار أحد أهم مقومات نجاح سياحة أي مدينة في العالم؟!”.

وأردف: “وليعلم المواطن الأحسائي تحديدًا نحن في غرفة الأحساء عملنا كل ما نستطيع، وما زلنا من خلال لجنة السياحة –وللأسف- لا تجاوب إطلاقًا ولا أي مبررات من الجهة المعنية (هيئة الطيران المدني، ووزير النقل نبيل العامودي) ولكن كلنا ثقة بتحركات ودعم إمارة الشرقية حسب آخر اجتماعات -والله يكتب الخير”.

أما الكاتب الصحفي محمد البكر نائب رئيس تحرير سابقًا لجريدة اليوم، فاعتبر أنه: “إذا لم يحرك اختيار الأحساء عاصمة للسياحة العربية الخطوط السعودية للبدء في تسيير رحلات من وإلى مطار الأحساء فإنها لن تتحرك أبدًا، وسيظل هذا المطار بلا قيمة مضافة للاقتصاد الوطني والتجاري للمحافظة”، متعجبًا: “كيف تكون عاصمة للسياحة العربية وأقرب مطار دولي لها هو مطار الملك فهد على بعد 160 كلم!”.

الدكتور سعد الناجم أستاذ الإدارة التربوية والإعلام والكاتب والباحث في الآثار والتراث، نوّه بأنه “في عهدنا الزاهر عهد سلمان الحزم، ومحمد العزم، كل شيء يتغير إلى الأحسن إلا مطار الأحساء يعود رغم أنه دولي إلى تواضعه القديم”، مشددًا على أن “المواطنين مسؤولون كالدولة عن نشاط حركته، والحركة بأيدينا كمستخدمين للمطار، فهل كان منطلق رحلاتنا محليًا ودوليًا”.

ونبّه رئيس تحرير صحيفة الأحساء اليوم الإعلامي بدر العتيبي، بأن استقلال مطار الأحساء أول خطوات إنقاذ وضعه، مشيرًا إلى أن قرار إعادة هيكلة المطارات في بداية عام 2016؛ أثر في المطار سلبًا ليصبح ضمن مطارات الوسطى ويدار من القصيم، ومصنف دوليًا دون أن يستقبل أي رحلة دولية، بعد أن وصلت الرحلات الدولية إلى ذروتها في نهاية عام 2015، إذ سجل عدد الرحلات الدولية حينها 46 رحلة أسبوعيًا تسيرها خمس شركات طيران تحلق إلى خمس وجهات.

وأضاف “العتيبي” بأن الهيكلة الحالية للمطارات وتبعية المطار للقصيم قد تشكل عبئًا إداريًا وبيروقراطيًا إذا أخذنا في الاعتبار أن عدد سكان محافظة الأحساء -حسب الإحصاء الرسمي- مقارب لسكان منطقة القصيم، وهو الأمر الذي يدعونا إلى مطالبة هيئة الطيران المدني بفصل مطار الأحساء واستقلاله إداريًا وماليًا، ودعمه بالقيادات والموارد اللازمة؛ ليتمكن من الانطلاقة والمساهمة في إنعاش الأحساء بتوفير رحلات دولية مناسبة؛ لتساهم في تحقيق أحد متطلبات رؤية المملكة 2030 في تنويع مصادر الدخل وزيادة السياحة.

فيما تغنى فاضل العماني، بجمال الواحة: “الأحساء عاصمة للفرح وأيقونة للألق، الأحساء أرض الخلود ورمز التسامح، كانت ومازالت القلب الكريم الذي يوزع التسامح على كل الوطن، ما أروع الأحساء”، تمنى المغرد أحمد عبدالله، دعم السياحة بالأحساء بتفعيل وتطوير مطار الأحساء؛ لكي تجذب الكثير من الزوار على مستوى الشرق الأوسط.

وكتب المغرد صالح المري: “مبروك لواحة الخير، وأهلها الطيبين، هذا الاختيار، الذي جاء بالتأكيد عن جدارة واستحقاق؛ لما تملكه الأحساء من مقومات سياحية كبيرة وإرث تراثي ثمين”، مشدّدًا على أنه “‏يجب أن يتم تفعيل مطارها الدولي، الذي بات أشبه بالمهجور؛ لضعف إقبال شركات الطيران عليه، وعدم تواجد رحلات داخليه، عدا رحلة يومية واحدة إلى جدة”، ليعلّق المغرّد “سعد” على تغريدته بقوله: “هو بس على المطار، مشاريع الكباري التي تظل 8 و10 سنوات، كوبري شارع الظهران، كوبري اليحيى”.

ولفتت المغردة مشيرة محمد: “أفخر بأن مدينة من مدن مملكتي تصبح عاصمة للسياحة؛ لكن السياحة لابد لها من أُسس أولها جذب السائح، ولوجود السائح لابد أن يكون هناك مطار دولي وفنادق ومنتجعات وملاهي وأسواق تواكب التطلعات”.

كذلك طالبَ عدد من المغردين بعد اختيار الأحساء عاصمة السياحة العربية 2019، بضرورة دعم السياحة في المحافظة وتطويرها، إلى جانب عمل ورشة كبرى لترميم وتطوير معالمها السياحية.

وفي سياق ذي صلة، شدّد صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، في كلمته بمناسبة اختيار الأحساء عاصمة للسياحة العربية 2019، على أن “هذا الإنجاز يمثل خطوة ناجحة في مسار تسويق تراث الأحساء، وتعزيز جدارتها بأن تكون محط أنظار العالم، وإحدى نقاط الجذب السياحي، وهو ما يتطلب من الجميع تنسيق الجهود، والتضافر لتعزيز منظومة العمل التنموي والتطويري من جميع الجهات والأفراد، وفي شتى المجالات، وتسخير جميع الإمكانيات التي وفرتها القيادة الرشيدة لدعم مسيرة هذه النجاحات التي ندونها باعتزاز وفخر في سجل تراثنا الوطني المجيد”.

وأكد سموه أن واحة الأحساء ما تزال تسجل نجاحاتها المتتابعة في تحقيق المكانة والحضور التراثي والسياحي على المستوى الإقليمي والعالمي، نتيجة للعمل الدءوب الذي تقوم به القطاعات المختلفة لتحقيق الاستثمار الأمثل؛ لما تمتلكه واحة الأحساء من موروث تاريخي وعلمي وثقافي عريق، وموقع إستراتيجي مهم جعل منها منارة حضارية وتراثية جاذبة”.

وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، قد وجّه خلال زياراته الأخيرة للأحساء أكتوبر الماضي، بـ”تعجيل” أعمال مشاريع ترميم المواقع التاريخية في الأحساء.

وأكد سموه خلال الاجتماع، الذي عقد بحضور سمو نائب أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان، ومحافظ الأحساء صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي، والجهات المعنية بملف تسجيل الأحساء في قائمة التراث العالمي “اليونسكو”، أكد أن الهيئة تسعى إلى تهيئة المواقع التاريخية في الأحساء لاستقبال السيّاح والزائرين.

التعليقات مغلقة.