Estimated reading time: 14 minute(s)
الأحساء – حسين الدليم
اتهم مواطن مستشفى الملك فهد بالهفوف، بالتسبب في وفاة ابنه، نتيجة إهمال المستشفى وتعطل أجهزة التنفس الصناعي به، كما اتهم الكادر الطبي المسؤول عن حالة نجله بالتقاعس الذي لعب دورًا رئيسًا في ما آل إليه الضحية.. “الأحساء اليوم” تابعت التفاصيل مع والد المتوفى، كما تواصلت الصحيفة مع صحة الأحساء التي وضحت موفقها وما تتخذه من إجراءات.
في البداية، يروي المواطن ناصر معتوق الاكرف، من قرية التويثير، بتمتمات مسكونة بالحزن لـ”الأحساء اليوم” تفاصيل فراق ابنه البالغ من العمر 17 عامًا “حسين”، والذي كان يُعاني من مرض تكسر وفقر الدم المنجلي منذ صغره، ذاكرًا أنه كان يراجع مستشفى الجفر العام؛ لتلقي العلاج اللازم بين فترة وأخرى، وفي زيارته الأخيرة للمستشفى قبل أسبوعين التي ترقد فيها زادت معاناته من المرض، ما نتج عنه ضعف في التنفس.
بداية المأساة
وأخبرت المستشفى والد المريض بضرورة تحويله إلى مستشفى الملك فهد بالهفوف؛ لتلقي العلاج اللازم لتوفر الأجهزة والإمكانيات الطبية، وعلى الفور تم نقله بسيارة الإسعاف إلى غرفة الإنعاش القلبي بقسم الطوارئ في مستشفى الملك فهد واستمر فيها لمدة 11 ساعة؛ لعدم توفر سرير في العناية، مضيفًا أنه أصبح وقتها تحت رحمة الله والطبيب المتقاعس –بحسب وصفه، والأجهزة المعطلة في غرفة الإنعاش القلبي، ومن هنا بدأت معاناتهم مع الألم.
وتابع “الاكرف” حديثه مع صحيفة “الأحساء اليوم”، قائلًا: “عندما غادر ابني مستشفى الجفر متوجهًا إلى الطوارئ بمستشفى الملك فهد بالهفوف كان في وعيه، وبعد مضى ساعتين من دخوله غرفة الإنعاش القلبي؛ فقد الوعي بعد أول عملية تخدير موضعي؛ لإضافة أنبوب الأكسجين الصناعي لمساعدته على عملية التنفس.
أجهزة لا تعمل
وأضاف أنه “بعد نصف ساعة من تركيب أنبوبة الأكسجين استعاد وعيه وقد حركه يده؛ لاقتلاع الأنبوبة واضطر الطبيب لإعطائه تخدير الكامل لإكمال العلاج، وبعد التخدير ضعف التنفس لديه”، مشيرًا إلى أن كادر الطبي أحضر جهاز التنفس الصناعي للقيام بعميلة الإنعاش القلبي، ولكن مهمتهم باءت بالفشل بسبب عطل الجهاز، ومن ثم أتوا بجهاز آخر إلا أنه لم يعمل كذلك ليأتوا للمرة الثالثة بجهاز عمل لفترة وجيزة ثم انقطع، مما أدى إلى اضطرار الكادر الطبي للقيام بعميلة الإنعاش القلبي بشكل يدوي لإنقاذ “حسين”.
تقاعس
وأكد أن الكادر الطبي لم يقم بأخبارهم بطبيعة حالة ابنه أو بإعطائه التخدير الكامل وحالته الصحية، موضحًا أنهم فقط كانوا يرون الدكتور المشرف على حالته يخرج من غرفة الإنعاش القلبي للتدخين والاتصال بالهاتف، ويسأل الممرضات بين فترة وأخرى عن جهاز التنفس الصناعي “هل اشتغل؟! وما هي حالته الآن؟”.
وأشار إلى “أن ابنه دخل في غيبوبة عقب الغيبوبة الأولى تقريبًا بعد ساعتين من دخوله إلى غرفة الإنعاش القلبي وبقى في الغرفة إلى الساعة الثامنة والنصف صباحًا، مبينًا أن قسم الطوارئ لم يتحرك وظل ساكنًا، حتى أنه لم يستدعِ الأطباء المتخصصين ولم ينقل للعناية، حيث ظل الابن في غرفة الإنعاش القلبي لمدة 11 ساعة، قبل أن يتم نقله إلى غرفة في الدور الخامس رقم (568)؛ من أجل انتظار سرير شاغر في العناية، منوهًا بأن الغرفة كانت غير مهيأة، إضافة إلى مستوى النظافة المتدني، مُبينًا أنه وبعد المكوث فيها لسبع ساعات وبعد الإلحاح على الأخصائي الاجتماعي أتى الفرج إلى “حسين” لنقله إلى غرفة العمليات، إلا أنه لم يبقَ سوى دقائق معدودة حتى توقف قلب الابن وفارق الحياة.
تساؤلات
إلى هنا، تسأل “الاكرف”، عبر “الأحساء اليوم”، “أين الصيانة الدورية لأجهزة المستشفى؟ أين الرقابة على النظافة؟ أين مالليارات التي تصرف للمستشفيات لدعمها بالأجهزة الحديثة؟” مضيفًا “مستشفى الملك فهد يُعتبر من أكبر المستشفيات بالمحافظة، فلماذا يُعد من أخطر المستشفيات بالمحافظة بين الأهالي؟”، مشيرًا إلى أن ابنه كان دومًا يرفض الذهاب إلى المستشفى خوفًا منه وكذلك بقية أبنائي، مضيفًا أن هذه هي أول مرة يدخل فيها ابنه “حسين” المستشفى للعلاج ويخرج جثة ميتة، مُسترجعًا كلمة ابنه حسين في أول دقائق وصوله إلى المستشفى له، حينما قال “أنا وصلت المستشفى على قيد الحياة.. ولكن أنت من ستخرجني جثة ميتة من هنا”.
رسالة مكلوم
وفي السياق ذاته، أنهى الأب المكلوم، حديثه لـ”الأحساء اليوم”، بمناشدة وجهها بكلمات حزينة للمسؤولين، متمنيًا عليهم الاهتمام بالمستشفى وأجهزته ونظافته ووضع رقابة للأطباء الأجانب الذي وصفهم بالمتقاعسين، مبينًا أن ابنه قد رحل ولكن ابنه ليس آخر مريض بالمحافظة، حيث يوجد مرضى آخرون بحاجة إلى العناية والاهتمام!.
رد صحة الأحساء
وعلى الجانب الآخر، تواصل “الأحساء اليوم” مع مدير إدارة العلاقات والعلام والتوعية الصحية المتحدث الرسمي للشؤون الصحية بمحافظة الأحساء إبراهيم بن محمد الحجي، للرد على ما جاء في حديث “الأكرف” حول وفاة ابنه، حيث بدأ رده بتقدم العزاء لذوي المتوفى، داعيًا له بالرحمة، موضحًا أن “الحالة الصحية التي مر بها المريض قبل وفاته كانت حرجة، ومن الحالات المعروفة طبيًا بحدتها وخطورة مضاعفاتها التي تصل لاحتمالية الوفاة، وتؤدي في علاماتها السريرية لحدوث تغير بازرقاق لون الجسم”.
إلا أن “الحجي” شدّد على توافر الإمكانيات للتعامل مع مثل هذه الحالات كخطوات علاجية وإجرائية متبعة في المستشفى المذكور بالشكوى، فضلًا عن وجود سياسات وإجراءات مفعلة وفق أدلة وزارة الصحة للإحالات الحرجة، وكيفية التعامل في حال تعذّر النقل أو عدم توفر سرير عناية مركزة بشكل فوري؛ بهدف ضمان تقديم الخدمات اللازمة في الموقع الذي يتلقى المريض فيه العناية لحين إمكانية نقله وتوفر سرير العناية المركزة”، مُثنيًا على وجود سياسات وإجراءات معتمدة مفعلة مراقبة لعمليات نقل الدم بشكل آمن ومناسب.
وتابع “الحجي”، بخصوص ما يتعلق بالأجهزة، مؤكدًا أنها بشكل عام خاضعة لبرامج صيانة وقائية موثقة، وتوجد آلية عمل كخطة طارئة احتياطية؛ للتعامل مع أي عطل مفاجئ لتوفير الجهاز البديل المناسب فورًا، مُشيرًا إلى أن شكوى والد المتوفى يتم التعامل معها وفق الأنظمة وبكل جدية ومهنية للتحقق من كل الخطوات التي تم تقديمها لرعاية المريض بما فيها الملاحظات التي وردت بالشكوى واتخاذ كافة الإجراءات والتوجيهات النظامية حيال النتائج والتوصيات بشكل نظامي، مختتمًا بتأكيده على أن “صحة الأحساء” ستتواصل مع مقدم الشكوى حسب الآليات.
الله يرحمه ويسكنه الجنه
فعلا خدمات ردئية وتقاعس وسوء تعامل مع الحالات الحرجةواسأل مجرب شنقول حسبنا الله ونعم الوكيل