بالصور.. الأمير بدر يشهد حفل تعليم الأحساء لتكريم مديره السابق “بالغنيم”

Estimated reading time: 21 minute(s)

الأحساء – “الأحساء اليوم”

شهد سمو محافظ الأحساء الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود، صباح اليوم الثلاثاء، حفل تكريم أحمد بن محمد بالغنيم المدير العام للتعليم في محافظة الأحساء سابقًا؛ بمناسبة إحالته للتقاعد؛ نظير ما قدمه من جهود كبيرة خلال فترة خدمته التي امتدت لأكثر من 30 عامًا، وذلك بتنظيم من الإدارة العامة للتعليم في المحافظة، في فندق مكان “سموير” بمدينة المبرز، وبحضور مديري الإدارات الحكومية والقيادات التعليمية والتربوية ورجال المال والأعمال، والوجهاء بالمحافظة.

وفي كلمة سموه خلال الحفل، قال محافظ الأحساء: “إن الإنسان السعودي، يُمثّلُ ركيزةً مهمةً في خططِ التنميةِ المستدامةِ؛ لذا تقودُ حكومتُنا الرشيدةُ بجدارةِ حراكًا مُستمرًا لتحقيقِ قيمةٍ حضاريةٍ مُضافٍة في نقلِ وطنِنَا الغالي إلى مراكزِ الصدارةِ العالميةِ وفقَ التوجيهاتِ السديدةِ من لدن سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبمتابعةٍ كريمةٍ من ولي عهدِهِ الأمينِ صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وأجهزةُ الدولةِ جميعُها تسيرُ في خُطُواتٍ مدروسةٍ نحوَ التنميةِ الحضاريةِ متخذةً رؤية المملكةِ 2030 منارًا في تأسيسِ نظامِ عملٍ يُلبي احتياجاتِ الحاضرِ وتطلعات المستقبلِ”.

وأضاف سموه: “لقد كفلتْ دولتُنَا المباركةُ حقَّ التعليمِ للجميع، وسعتْ إلى توفيرِ التعليمِ النوعي عبرَ تَسْخيرِ إمكاناتِهَا لبناءِ نظامٍ تعليمي رفيعٍ تقودُهُ ٌقياداتٌ نذرتْ أنفسَها لبُلوغِ أعلى القممِ، ومنذ أن بدأ التعليمُ النظامي في الأحساءِ، إبَّان عهدِ الملكِ عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمهُ اللهُ تعالى- تقلَّد مسؤوليةَ الإشراف على التعليمِ وإدارتِه من آنذاك وحتى وقتِنَا المعاصرِ قياداتٌ فذةٌ نقشتْ صفحاتِ التاريخِ بتضحياتِهَا وعطائِهَا”.

وأردف سموه: “وعبرَ هذه المسيرةِ التاريخيةِ من الماضي إلى الحاضرِ قدَّمت الإدارةُ العامةُ للتعليمِ بالأحساءِ خدماتٍ تعليميةٍ جليلةٍ أسهمتْ بفاعليةٍ في تخريجِ أجيالٍ متميزةٍ جعلَتْ خِدمةَ الدينِ ثم المليكِ هدفَهَا، وحينَ أُسندت مهمةُ قيادةَ التعليمِ في الأحساءِ إلى الأستاذُ أحمدُ بن محمد بالغنيم؛ استطاع بمهنيةٍ عاليةٍ، وبمساعدةٍ من فريقِ العملِ، وبتكاملٍ جميلٍ معَ القطاعاتِ ذاتِ العلاقةِ، أن يرسمَ لوحةً خلابةً تحتوي بينَ تفاصيلِهَا إنجازاتٍ طيبةً في الجانبِ التعليمي، وغدا القطاعُ التعليميُ في التعليمِ العامِ يمخرُ عُبابَ الجوائز والمسابقات والفعاليات بكلِ كفاءةٍ وجدارةٍ”.

ولفت محافظ الأحساء إلى أن “أداء الإدارةِ لم يقتصرْ على الجانبِ التعليمي، فقد عملتْ على تجسيرِ العلاقةِ معَ الجهاتِ الحكوميةِ ومؤسساتِ القطاعِ الخاصِ، ومِنْ ثَمَّ استثمارها في مجالاتِ الشراكةِ المجتمعيةِ كافةً؛ بما يعودُ على أبنائِنَا الطلابِ والطالباتِ بالنّفعِ سلوكيًا وصحيًا وزراعيًا ومروريًا، كما أُشيد بما كان من تواصلٍ فعَّالٍ بينَ محافظةِ الأحساءِ والإدارةِ في كل ما يُعززُ بناءَ التعليمِ والاتجاهَ به إلى تعميقِ المواطنةِ الصالحةِ، وتعزيزِ رسالِتنَا نحوَ ناشئةِ بلدِنَا طلابًا وطالبات”.

وتابع سموه: “اليومَ نحتفي جميعًا بتكريمِ الأستاذِ أحمد بن محمد بالغنيم المديرِ العامِ السابقِ للإدارةِ العامةِ للتعليمِ بالأحساءِ؛ بمناسبةِ تقاعدِهِ عن العملِ، ويأتي هذا الاحتفاءُ لمسةَ وفاءٍ وتقديرٍ؛ نظيرَ ما قدَّمهُ من جُهودٍ وظيفيةٍ مُباركةٍ أخذتْ جزءًا كبيرًا من أوقاتِهِ، وتضافرتْ في مُجملِهَا في المشاركةِ الإيجابيةِ في دفعِ عجلةِ النماءِ للوطن، وقادت التعليمَ بالمحافظةِ إلى ميادينِ التميزِ التعليمي، والمشاركةِ الجادةِ في تطويرِ التعليمِ وتجويدِهِ، فأُقدمُ لك يا أستاذ أحمد الشكرَ والتقديرَ على كلِ ما بذلتَهُ وما تركتَهُ من بصماتٍ كبيرةٍ في قلوبِ الجميعِ، وسيبقى عملُكَ مكتوبًا في ذاكرةِ التاريخِ، أسألُ اللهَ تعالى لك وافرَ الصحةِ والعافيةِ، ويجعلُ أيامَك مملوءةً بالسعادةِ والهناءِ”.

وبدوره، أكد أحمد بالغنيم، خلال كلمته في الحفل، أن “التعليم من أشرفِ الرسالات ومِرآةُ الحضاراتِ، وزِينةُ المجتمعاتِ، وأَوْلى المهماتِ، فمن نعم الله تعالى عليّ أن وفقني للعمل في خير ميدان مع كوكبة من قيادات متميزة ومعلمين ومعلمات مبدعين وإداريين وإداريات أكفاء وموظفين وموظفات مخلصين مستشعرين أمانة العمل وعظم المسؤولية، وأن القيادة الرشيدة أولت التعليم دعمًا كبيرًا باعتبارِه الركيزةَ الأساسَ في بناء الوطن وتطوره للوصول به إلى آفاقِ التنافسيةِ العالميةِ من خلال مبادرات نوعية تمت صياغتها في رؤية المملكة الطموحة 2030، ووزارةُ التعليمِ تعمل على ترجمةِ تلك المبادراتِ في المجالِ التعليمي إلى منظومةٍ عملٍ لا تَعْرفُ كللا ولا مللا، وأن من نعم الله تعالى علي أن كنت واحدًا من منظومة العمل التي تساهم في تحقيق هذه الرؤية الطموحة”.

وأشار إلى أن الإنسان في حياتِهِ يمر بمحطات عديدةٍ يَنْسَى بعضَها ويتذكرُ الأخرى، وتظلُ الذكرياتُ في حقلِ التعليمِ فارقةً في جمالِهَا، وخالدةً في آثارِهَا، وماتعةً في رحلتِهَا، فالذاكرةُ تحتفظُ بأناسٍ فضلاءَ رسموا للتعليمِ بالأحساءِ لوحاتٍ من البذلِ والإنتاجِ أثمرتْ عن إنجازاتٍ متنوعةٍ للإدارةِ، ويأتي في مقدمتها حصولُ الإدارةِ على جائزةِ وزارةِ التعليمِ للتميزِ الإداري على مستوى إداراتِ التعليمِ في مناطقِ المملكةِ ومحافظاتِها، وحصولُ بعضِ مدارسِ المحافظةِ ومعلميها ومعلماتها وطلابِهَا وطالباتِهَا على كثيرٍ من جوائزِ الجودةِ والميدالياتِ الذهبيةِ والفضيةِ والبرونزيةِ في عددٍ من المنافساتِ المحليةِ والإقليميةِ، وتحتفظُ أيضًا بمبادراتٍ وأفكارِ رائعةٍ جعلتْ للتعليمِ رونقًا خاصًا، إذ شملت برامجَ جميلةً على المستوى المعرفي والمستوى المهاري والمستوى القيمي”.

واستطرد بأن “الذاكرةُ تختزنُ بشراكاتٍ نوعيةٍ معَ بعضِ الإداراتِ الحكوميةِ ومؤسساتِ القطاعِ الخاصِ ومؤسساتِ المجتمعِ المدني كانتْ مُعينًا في الأداءِ، ولم تكن الطريق مفروشةً بالورودِ بل فيها محطاتٌ من التحديات والتحولاتِ المهنيةِ عكست ما تميّزت به أسرةُ الإدارةِ العامةِ للتعليم بالأحساءِ من تكاملٍ وتعاونٍ، وأخرجتْ قياداتٍ تعليميةٍ وإداريةٍ برهنت على قدراتها، وحققت الشعار الذي طالما رددناه “نجاحنا بتكاملنا”.

ومضى بقوله: لقد حملتْ حِقْبةُ عملِي بينَ طياتِهَا شرفَ مزاملةِ منسوبي الإدارةِ العامةِ للتعليمِ بالأحساِء ومنسوباتها في مختلفِ المستوياتِ والمسمياتِ الوظيفيةِ التعليمية والإدارية والفنية؛ فأمضيتُ معهَم أروعَ السنين التي ضمَّت بينَ أيامِهَا وشهورِها وساعاتها مآثرَ خالدةً، ولمساتٍ جميلةً، وعطاءاتٍ باقيةً، جنينا ثمارَهَا بروحِ الفريقِ الواحدِ؛ فجعلنا من حبِ الوطنِ منارًا، ومن العزيمةِ زادًا، ومن التحدي دافعًا، ومن التكاملِ مَنْهَجًا، ومن الجودةِ سبيًلا نحوَ الريادةِ في إعدادِ جيلِ واعٍ وخلاقٍ ومنتمٍ للوطنِ يعكسُ ثراءَهُ بالكفاءاتِ البشريةِ القادرةِ على التحليقِ في فضاءاتِ التميزِ التعليمي، ولن أنسى ما سطّروه للتعليمِ من أعمالٍ ومواقفَ في سبيلِ أداءِ الأمانةِ التي حملوها، وإنَّ إقامة أسرة التعليم لحفلَ التكريم تعبيرٌ ناطقٌ عن الأخوةِ الصادقةِ، وبرهانٌ ساطعٌ على الأصالةِ، ودليلٌ واضحٌ على الوفاءِ غيرِ المستغربِ، ولكن في الحقيقة هم من يستحق التكريم بما سطروه من تميز وإبداع فأسال الله أن يجزيهم خير الجزاء.

ومن جانبه، قال المدير العام للتعليم في الأحساء حمد العيسى، خلال كلمته في الحفل: تتسارع خطى المجد في وطن العزم والجد، ووطن العطاء بلا حد، وفي كل لحظة من اللحظات يضرب أبناء الوطن الغالي بقيمهم الأصيلة أفضل المشاهد في التلاحم والتفاني في خدمته، ليصل الجميع إلى الغايات والتطلعات وتحقيق المنجزات والمكتسبات، ووفقاَ لرؤية المملكة 2030 التي شكلت منعطفًا ومنجزًا حضاريًا في بلوغ مصاف الدول العالمية اقتصاديًا ومعرفيًا، وكان من ثمارها أننا نعيش عصرًا ذهبيًا، بلغ التعليم فيه مبلغًا نوعيًا نحو تعليم متميز ومنافس إقليميًا ودوليًا، يبني جيلًا واعدًا عبر الخدمات الكبيرة التي تقدمها وزارة التعليم في المجالات التعليمية بما يتناسب مع حاجات مجتمع المعرفة ومتطلباته.

ونوّه “العيسى” بأن “المحتفى به الأستاذ أحمد بالغنيم عمل على رفع جودة التعليم وتنمية الشراكة المجتمعية وتشجيع الإبداع وغرس ثقافة المشاركة في الجوائز وتمكين العاملين، وقاد في هذه المحافظة باقتدار وكفاءة، بل كان عراب التطوير ونجم الجودة، وأمضى سنين شبابه في صنوف التضحية، فعاش معه منسوبو الإدارة والمدارس ومنسوباتها ألوانًا من البذل والسخاء، كانت كفيلة بمحطات عظيمة من التحسين والرقي، ومليئة بروح الإصرار، فغدا التعليم في الأحساء رقمًا صعبًا ومنارًا فارقًا، ونال وسامًا غاليًا تمثل في حب من عملوا معه ورضاهم، وما النجاحات التي تحققت في عهده إلا ثمرة إيمان بالرسالة وعمل مؤسسي واهتمام بالغ بالمستفيدين والمستفيدات، وحرص على تبني المبادرات الداعمة لتحصيل نوعي وسلوك إيجابي”.

وأضاف: “رأينا فيكم إنسانًا معطاء وقائدًا متجددًا، وواكبنا ثمار غرسك، فحق علينا تكريمك، وهذا التكريم قليل في حقكم ولا يوازي صنيعكم الذي امتد عقودًا من عمركم، لكنه تعبير صادق عن تقديرنا جاء ليكافئ، فكركم وعطاءكم وجهدكم ودوركم في نهضة التعليم ونجاح العمل في هذا الصرح الشامخ، فلكم تحية إجلال وامتنان، وإكليل تقدير وعرفان”.

وكان الحفل، الذي قدمه ماجد النويس، قد اشتمل على تلاوة آيات من الذكر الحكيم للقارئ محمد الثاقب، وقصيدة شعرية للشاعر أحمد العمير، وفيلم بعنوان “وتبقى المآثر”، إضافة إلى توقيع مذكرة شراكة مجتمعية بين تعليم الأحساء ومستشفى عبيد التخصصي، وفقرة الختام “تكريم المحتفى به”.

التعليقات مغلقة.