المملكة على خط المواجهة مع كورونا.. قرارات تبث الطمأنينة ودور المواطن يحسم المعركة

Estimated reading time: 48 minute(s)

الأحساء – خاص

الموضوع محدّث

تطوّر دراماتيكي شهده وباء فيروس كورونا (COVID-19)، الذي كانت بدايته في مدينة ووهان الصينية، حيث أعلنت الصين في منتصف شهر ديسمبر الماضي، عن أول حالة وفاة بسبب هذا الفيروس التاجي المستجد، والذي لم تفلح محاولات الصين في وأده هناك ليمتد خلال أسابيع قليلة وينتشر في أغلب بلدان العالم، ما دفع منظمة الصحة العالمية إلى تصنيفه في الحادي عشر من شهر مارس الجاري جائحة عالمية، فيما خرج الوباء عن السيطرة في عدد من الدول الغربية ولاسيّما في قارة أوروبا، حيث تخطى عدد الضحايا 436 ألف إصابة وأكثر من 19 ألف حالة وفاة، إلا أن المملكة في وسط تلك الحالة من الانفلات للفيروس نجحت عبر حزمة من الإجراءات الاحترازية والوقائية في تحجيمه والحد من سرعة انتشاره، وبث الطمأنينة في قلوب الجميع؛ ليتوقف حسم هذه المعركة الشرسة على دور المواطنين والمقيمين ووعيهم الكامل بالتصرف الصحيح مع تلك الأزمة خلال الفترة المقبلة.

كيف تعاملت حكومة المملكة مع الفيروس؟

تنبّهت حكومة خادم الحرمين الشريفين ومنذ الوهلة الأولى إلى هذا الخطر، فجاءت خطواتها حاسمة ومدروسة تضع في المقام الأول صحة المواطن كأولوية قصوى، حيث بدأت المملكة، في الثاني من شهر فبراير الماضي، في إجلاء الطلاب المبتعثين وأعضاء البعثة التعليمية من الصين، وتعليق الخطوط السعودية جميع رحلاتها بين الرياض وجدة وبين غوانزو الصينية، إلى جانب تعليق سفر المواطنين والمقيمين إلى جمهورية الصين في السادس من فبراير.

وكانت أبرز الإجراءات الاحترازية تعليق الدخول إلى الأراضي السعودية لأداء مناسك العمرة وزيارة المسجد النبوي والسياحة في السابع والعشرين من شهر فبراير الماضي، وتعليق دخول مواطني دول مجلس التعاون الخليجي إلى مكة والمدينة بعدها بيومين، ومع تسجيل أول حالة إصابة في الثاني من مارس الجاري علّقت المملكة أداء العمرة للمواطنين والمقيمين في الرابع من نفس الشهر، وأعلنت في اليوم التالي إغلاق الحرمين في غير أوقات الصلاة، بعد انتهاء صلاة العشاء بساعة وإعادة فتحهما قبل صلاة الفجر بساعة، وفي السابع الشهر ذاته جاء قرار تعليق حضور الجماهير في جميع المنافسات الرياضية بكل الألعاب حتى إشعار آخر، وقصر دخول مواطني الإمارات والكويت والبحرين على ثلاثة مطارات فقط.

وتواصلت إجراءات الحد من انتشار كورونا في الثامن من مارس، بقرار إيقاف الدراسة ولأجل غير مسمى، وإغلاق محافظة القطيف التي تمركزت فيها جميع الحالات المسجلة، أمام حركة الدخول والخروج، وإيقاف العمل في المؤسسات الحكومية والخاصة باستثناء المرافق الأساسية، إلى جانب تعليق السفر من وإلى الإمارات، والكويت، والبحرين، ومصر، والعراق، وسوريا، ولبنان، وإيطاليا، وكوريا الجنوبية، فضلًا عن قرار منع تقديم الشيشة والمعسل في جميع المقاهي والمطاعم، والذي صدر في اليوم التالي.

ولم تقف إجراءات المملكة الوقائية لمجابهة انتشار الفيروس المتحور، فقد لحق بما سبق من قرارات تعليق الرحلات الجوية الدولية في الرابع عشر من مارس اعتبارًا من 15 مارس ولمدة أسبوعين، كذلك أُعلن عن برنامج بقيمة 50 مليار ريال لدعم تمويل القطاع الخاص في مكافحة كورونا، مع تعليق النشاط الرياضي في كافة الألعاب والبطولات وإغلاق الصالات والمراكز الرياضية الخاص.

وبغية تقليل المخالطة والحد من الزحام، شهد منتصف الشهر قرار تعليق الحضور لمقرات العمل في الجهات الحكومية لمدة 16 يومًا، واقتصار الخدمة في أماكن تقديم الأطعمة والمشروبات وما في حكمها على الطلبات الخارجية فقط، إضافة إلى منع التجمعات في الأماكن العامة المخصصة للتنزه مثل الحدائق والشواطئ والمنتجعات والمخيمات، تبعه قرار في اليوم التالي قرار بإلزام البنوك والمؤسسات بتفعيل العمل عن بعد لنفس المدة، وفي السابع عشر من مارس، تقرر منع صلاة الجماعة في المساجد باستثناء الحرمين، وتعليق حضور العاملين للمكاتب الرئيسية لمنشآت القطاع الخاص لمدة 15 يومًا.

وفي كلمة طمأنت المواطنين والمقيمين على حد سواء، وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في التاسع عشر من مارس، خطابًا للأمة أكد فيه أن المملكة مستمرة في إجراءاتها الاحترازية، كما أكد حرصه الشديد –حفظه الله- على توفير ما يلزم المواطن والمقيم من دواء وغذاء واحتياجات معيشية، وقال إننا “نعيش مرحلة صعبة في تاريخ العالم، ولكننا ندرك تمامًا أنها مرحلة ستمر وتمضي رغم قسوتها ومرارتها وصعوبتها”، منبهًا بأن المرحلة المقبلة ستكون أكثر صعوبة على المستوى العالمي لمواجهة هذا الانتشار السريع لهذه الجائحة.

وفي العشرين من مارس، أعلنت وزارة الداخلية، تعليق جميع رحلات الطيران الداخلي لمدة 14 يومًا باستثناء الرحلات المرتبطة بالحالات الإنسانية والضرورية وطائرات الإخلاء الطبي والطيران الخاص، مع تعليق نشاط الحافلات بأشكالها كافة ونشاط سيارات الأجرة، وخدمة القطارات لجميع المشغلين لنفس المدة، فيما أصدرت الجمارك تعميمًا على جميع منافذها (البرية والبحرية والجوية) بإيقاف تصدير الأدوية والمستحضرات الصيدلانية والأجهزة الطبية.

وفي 21 مارس، جاء قرار إغلاق المحال التجارية من الثامنة مساءً وحتى السادسة صباحًا باستثناء محال المواد الغذائية والصيدليات ومحطات الوقود، فيما أصدر خادم الحرمين في 23 مارس، أمرًا بمنع التجول يبدأ من الساعة 7 مساءً ويستمر إلى السادسة صباحًا ولمدة 21 يومًا، ووافق خادم الحرمين الشريفين، في 25 مارس، على اتخاذ عدد من الإجراءات الاحترازية الإضافية، تقضي بمنع على سكان مناطق المملكة الثلاث عشرة الخروج منها أو الانتقال لمنطقة أخرى، ومنع الدخول والخروج من مدن (الرياض، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة)؛ ابتداءً من الساعة الثالثة عصر الخميس 26 مارس، وحتى انتهاء مدة المنع من التجول.

كيف حجّمت المملكة من تأثر المواطنين والمقيمين بالأزمة؟

وعلى صعيد الحد من تأثر المواطنين والمقيمين بأزمة كورونا وفي رسائل لبث الطمأنينة لهم، سخرت الدولة بالتوازي مع الإجراءات الوقائية، جميع إمكاناتها لهذه الأهداف السامية، فكانت هناك حزمة من القرارات الاقتصادية والاجتماعية، حيث دعمت المملكة المصارف والمؤسسات المالية والمنشآت الصغيرة والمتوسطة بـ 50 مليار ريال، وأقرت الإعفاء من المقابل المالي على الوافدين المنتهية إقاماتهم حتى 30 يونيو المقبل، وتمديد فترة الإقامات الخاصة بهم لمدة ثلاثة أشهر دون مقابل، مع استرداد رسوم تأشيرات العمل التي لم تستغل أو تمديدها ثلاثة أشهر دون مقابل.

كما قررت حكومة خادم الحرمين تأجيل البنوك المحلية أقساط ثلاثة أشهر لكل العاملين في المجال الصحي الحكومي والخاص الذين لديهم تسهيلات ائتمانية (عقارية، استهلاكية، تمويل تأجيري)، ابتداءً من شهر أبريل، وتأجيل توريد ضرائب القيمة المضافة والسلع الانتقائية والدخل لمدة ثلاثة أشهر، إلى جانب تأجيل تحصيل الرسوم الجمركية على الواردات لمدة ثلاثين يومًا مقابل تقديم ضمان بنكي، وكذلك تأجيل دفع بعض رسوم الخدمات الحكومية والرسوم البلدية المستحقة على منشآت القطاع الخاص.

وأطلقت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، مبادرة لتقدم الدعم للطلبة والطالبات من ذوي الدخل المحدود لاستكمال رحلتهم التعليمية عن بُعد عن طريق توفير الأجهزة والمنصات التقنية، وذلك بالشراكة مع عدد من الجهات الحكومية والخاص والقطاع غير الربحي والمتطوعين، أيضًا وفرّت هيئة التخصصات الصحية تطبيقات الاتصال المرئي مجانًا لدعم استمرار الأنشطة الأكاديمية عن بُعد لبرامج الدراسات العليا الصحية.​

وللتحقق من توافر الكميات التي تلبي حاجة المستهلكين من السلع، نفّذت الفرق الرقابية التابعة لوزارة التجارة، آلاف الجولات التفتيشية على منافذ البيع بمناطق المملكة كافة، بما فيها مستودعات موردي وتجار ومنافذ بيع الجملة والتجزئة للسلع التموينية والأساسية (الهايبر ماركت)، ومراكز بيع المنتجات الطبية؛ لضمان توافر كميات كافية من هذه السلع، ومنع نشوء سوق سوداء، وعدم المغالاة في الأسعار، وهو ما أكد عليه نتائج الجولات التي كشفت عن وجود وفرة في السلع والمنتجات والمخزون، واستقرار في مستويات الأسعار، وسير حركة الإمدادات للسلع والمنتجات كالمعتاد.

كما وقفت الوزارة على بلاغات عن ارتفاع أسعار الكمامات والمعقمات ونقصها، بالتنسيق مع وزارة الصحة، عبر جولات رقابية على الصيدليات، وطبقت العقوبات بحق المخالفين، وضبطت بالتعاون مع هيئة الغذاء والدواء، منشآت مخالفة تخزن كميات من الكمامات لبيعها لاحقًا.

وحقّقت الوزارة والهيئة العامة للمنافسة، في مخالفات مرتبطة بأزمة كورونا من بينها ممارسات احتكارية تهدف لافتعال نقص وفرة السلع في القطاع الصحي، ومخالفات اتفاق بعض الموردين والمنشآت لرفع الأسعار واستغلال الأزمة في تخزين كميات كبيرة من المعقمات والأقنعة الطبية؛ بهدف تصريفها لاحقًا بأسعار مرتفعة.

وبدوره، وقف وزير التجارة وزير الإعلام المكلف الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي، خلال جولات على منافذ البيع بالجملة والتجزئة، على وفرة المخزون التمويني الغذائي والمنتجات، وطمأن القصبي عموم المستهلكين بشأن الوضع التمويني في ظل الظروف الاستثنائية والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة للوقاية من “كورونا”، وشدد: “سنضرب بيدٍ من حديد، ونعاقب بشدة كل من يخالف أو يستغل هذا الظرف في التلاعب أو التأثير في الأسعار”.

وتحت شعار #خليك_في_البيت، نشرت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، قائمة بالشركات المرخصة والتطبيقات المسجلة لدى الهيئة تضمن 28 شركة للتوصيل عبر المنصات الإلكترونية، وتقديم الخدمات البريدية، والسماح لتلك الجهات لمباشرة عملها حتى خلال فترة منع التجول، حيث يمكن طلب أي سلعة عبر تلك التطبيقات من المنزل دون الحاجة للخروج.

ولعدم توقف التحصيل الدراسي للطلاب، وفّرت وزارة التعليم المنصات التعليمية الإلكترونية، وعددًا من القنوات الفضائية التعليمية لتزود الطالب بكل ما يحتاج إليه، وضمان تسيير عملية التعلم عن بعد خلال فترة تعليق الدراسة.

في حين وفرت الهيئة السعودية للتخصصات الصحية تطبيقات الاتصال المرئي مجانًا لدعم استمرار الأنشطة الأكاديمية عن بُعد لبرامج الدراسات العليا الصحية، أعلنت المنصة الوطنية للتدريب الإلكتروني “دروب” التابعة لصندوق تنمية الموارد البشرية “هدف”، تقديم جلسات تدريبية مباشرة وتفاعلية، في المهارات الإدارية والتقنية للعمل عن بعد ومكافحة العدوى والتطوع الصحي.

وفضلًا عن حشد وزارة الشؤون البلدية والقروية، جهودها لمواجهة فيروس كورونا الجديد من خلال أماناتها وبلدياتها؛ لحماية المواطنين والمقيمين، أجلت الوزارة تحصيل رسوم خدماتها ‏على القطاع الخاص لمدة ثلاثة أشهر، وذلك لأكثر من 1400 نشاط اقتصادي لتخفيف الأعباء عليه في مواجهة آثار الوباء.

ولتحجيم آثار قرار منع التجول، استثنيت الأنشطة الحيوية المستثناة من التطبيق، وهي قطاع الأغذية (نقاط البيع)، والقطاع الصحي، وقطاع الإعلام بمختلف وسائله، وقطاع النقل كنقل البضائع والطرود والتخليص الجمركي والمستودعات والمخازن والخدمات اللوجستية وسلاسل الإمداد للقطاع الصحي والقطاع الغذائي وتشغيل الموانئ، إلى جانب أنشطة التجارة الإلكترونية، وخدمات الإقامة مثل الفنادق والشقق المفروشة، وقطاع الطاقة، وقطاع الخدمات المالية والتأمين، والخدمات التأمينية الصحية العاجلة (الموافقات)، وقطاع الاتصالات، وقطاع المياه.

كما تقرر السماح لجميع محطات الشحن الجوية بالعمل مع إلزام الهيئة العامة للطيران المدني لشركات الشحن الجوي العاملة بالمطارات السعودية باشتراطات السلامة الصحية واتخاذ التدابير الصحية والوقائية كافة، في حين حرصت الخطوط السعودية للشحن الجوي على ضمان استمرار السياسات السعرية دون تغيير؛ بهدف استمرار الإمداد إلى المملكة، وسيرت 300 رحلة شحن جوي من وإلى مختلف دول العالم لإيصال البضائع والشحنات.

وفي 30 مارس أعلنت “منشآت” تأجيل الدفعات المستحقة لمبادرة الإقراض غير المباشر لمدة عام، كما أصدر وزير العمل قرارًا في 31 مارس يقضي بعدم إسقاط أي مستفيد من معاش الضمان الاجتماعي لشهر شعبان الحالي (1441)، وإعادة المستفيدين منه لشهر رجب الماضي بأثر رجعي، أيضًا أطلقت الهيئة العامة للأوقاف ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في الأول من أبريل، الصندوق المجتمعي برأس مال بلغ 500 مليون ريال، للحد من الآثار الاقتصادية والاجتماعية لجائحة فيروس كورونا.

ولم تتوقف إجراءات المملكة عند كل هذا فقد أمر خادم الحرمين الشريفين في 3 أبريل، بتحمل الحكومة من خلال نظام ساند 60% من رواتب موظفي القطاع الخاص من السعوديين في المنشآت المتأثرة من تداعيات انتشار الفيروس، كذلك وافق –حفظه الله- في 7 أبريل على ما رفعه ولي العهد بتخصيص سبعة مليارات إضافية للقطاع الصحي، ورصد 32 مليار ريال لطلبات وزارة الصحة حتى نهاية السنة المالية، أيضًا أمر بتعليق تنفيذ الأحكام القضائية المتصلة بحبس المدين لقضايا الحق الخاص مع الإفراج المؤقت عمن حُبس تنفيذًا لتلك الأحكام والأوامر، وفي 15 من نفس الشهر أصدر الملك أمرًا بالموافقة على حزمة من المبادرات الإضافية تضمنت تخصيص 50 مليار ريال لسداد مستحقات القطاع الخاص وتخفيض الكهرباء 30%.

كما وجّه خادم الحرمين في 11 مايو، بصرف 1.850 مليار ريال معونةً عن شهر رمضان المبارك لمستفيدي الضمان الاجتماعي؛ بواقع 1000 ريال للعائل و500 ريال للتابع، وأمر في 2 يوليو، بتمديد عدد من المبادرات الحكومية مدة إضافية وهي مبادرات” دعم العاملين السعوديين، وإيقاف الغرامات، وتأجيل تحصيل الرسوم والإعفاءات، والإقرارات”، فضلًا عن توجيهه –حفظه الله- في 27 أغسطس، بشمول المسجلين في تطبيقات التوصيل بتعويض دعم العاملين السعوديين في منشآت القطاع الخاص المتأثرة من تداعيات كورونا.

وفي ظل هذا الدعم السخي من الحكومة؛ فقد بلغت قيمة المبادرات التي أطلقها مكتب خطة تحفيز القطاع الخاص للتخفيف من أثر الجائحة أكثر من 36 مليار ريال، تستهدف نحو 17.511 منشأة ومشاريع تنموية عدة، فيما بلغت قيمة الدعم المقدم من صندوق التنمية الزراعية للتصدي لتداعيات الفيروس على القطاع الزراعي نحو مليارين و450 مليون ريال، كما مول الصندوق 33 مشروعًا زراعيًا وأجّل أقساط 4398 مستفيدًا.

لماذا تتسابق الدول للتحذير من الفيروس؟

يأتي هذا في ظل حالة من الهلع تسود العالم بسبب الفيروس، حيث تتسابق الدول للتحذير من خطورة فيروس كورونا المستجد، ويعود ذلك إلى سرعة انتشار الفيروس التاجي؛ نظرًا لإمكانية انتقاله عن طريق الرذاذ عند العطس والحكة، أو الاختلاط مع شخص مصاب أو عن طريق ملامسة أسطح ملوثة بالفيروس، فضلًا عن قلة توفر المعلومات البحثية المؤكدة حوله، وصعوبة الوصول إلى لقاح مضاد له قبل عام على أقل تقدير، ما يجعل الحل الآني هو فرض الحجر الصحي المبكر على المواطنين، قبل الوصول إلى مراحل متأخرة يمكن أن تكلف المتهاونين الكثير اقتصاديًا وصحيًا.

ما دور المطلوب من المواطن والمقيم؟

وفي ظل تلك الجهود الجبارة من أجهزة الدولة المختلفة يبقى دور المواطنين والمقيمين عاملًا رئيسًا يعول عليه بشدة لتخطي هذه الأزمة بسلام، وعلى رأس واجبات المواطن والمقيم على حد سواء الامتثال لإجراءات السلامة وخاصة الالتزام بالبقاء في المنازل وعدم الخروج إلا في حالات الضرورة الملحة، والابتعاد عن التجمعات مع التطبيق التام للتدابير الوقائية؛ لتجنب العدوى حماية له ولأسرته.. لكن ما هي تلك التدابير الموثوقة التي يجب اتباعها.

كيف تحمي نفسك والآخرين من المرض؟

ولمعرفة إجراءات السلامة المطلوبة، تجيب منظمة الصحة العالمية، عن هذا السؤال المحوري (كيف تحمي نفسك والآخرين من المرض؟)، من خلال عدد من التوصيات النموذجية الصادرة عنها للجمهور من أجل الحدّ من التعرّض للمرض، حيث دعت إلى تنظيف اليدين باستمرار بفركهما بمطهر كحولي أو غسلهما جيدًا بالماء والصابون، مع الحرص عند السعال والعطس، على تغطية الفم والأنف بالمرفق المثني أو بمنديل ورقي، وتخلص من المنديل بعد ذلك فورًا وغسل اليدين، وعدم لمس الوجه بيد غير مغسولة.

كما توصي المنظمة بالحرص على ترك مسافة كافية بينك وبين الآخرين، وبتجنب الاقتراب من الأشخاص المصابين بالحمى والسعال، ناصحة أي مصاب بالحمى والسعال وصعوبة التنفس، بالتماس العناية الطبية مبكرًا وإطلاع مقدم الرعاية على أسفاره السابقة، وتجنب اللمس المباشر للحيوانات الحية والأسطح التي تلامس تلك الحيوانات، وكذا تجنب تناول المنتجات الحيوانية النيئة أو غير المطهوة جيدًا، مشددة على ضرورة التعامل بعناية تامة مع اللحوم النيئة أو الحليب الخام أو أعضاء الحيوانات لتفادي انتقال الملوثات من الأطعمة غير المطهوة، وفقًا لممارسات السلامة الغذائية الجيدة.

 

التسلسل الزمني لإجراءات المملكة الاحترازية

2 فبراير 2020:

  • إجلاء الطلاب المبتعثين وأعضاء البعثة التعليمية من الصين
  • تعليق الخطوط السعودية جميع رحلاتها بين الرياض وجدة وبين غوانزو الصينية

6 فبراير 2020:

  • تعليق سفر المواطنين والمقيمين إلى جمهورية الصين.

27 فبراير 2020:

  • تعليق الدخول إلى الأراضي السعودية لأداء مناسك العمرة وزيارة المسجد النبوي والسياحة

29 فبراير 2020:

  • تعليق دخول مواطني دول مجلس التعاون الخليجي إلى مكة والمدينة

4 مارس 2020:

تعليق أداء العمرة للمواطنين والمقيمين

5 مارس 2020:

إغلاق الحرمين في غير أوقات الصلاة بعد انتهاء صلاة العشاء بساعة وإعادة فتحهما قبل صلاة الفجر بساعة

7 مارس 2020:

  • تعليق حضور الجماهير في جميع المنافسات الرياضية بكل الألعاب حتى إشعار آخر
  • قصر دخول مواطني الإمارات والكويت والبحرين على ثلاثة مطارات فقط

8 مارس 2020:

  • إيقاف الدراسة اعتبارًا من 9 مارس لأجل غير مسمى
  • إغلاق محافظة القطيف أمام حركة الدخول والخروج، وإيقاف العمل في المؤسسات الحكومية والخاصة باستثناء المرافق الأساسية
  • تعليق السفر من وإلى الإمارات، والكويت، والبحرين، ومصر، والعراق، وسوريا، ولبنان، وإيطاليا، وكوريا الجنوبية

9 مارس 2020:

  • منع تقديم الشيشة والمعسل في جميع المقاهي والمطاعم

14 مارس 2020:

  • تعليق الرحلات الجوية الدولية اعتبارًا من 15 مارس ولمدة أسبوعين
  • الإعلان عن برنامج بقيمة 50 مليار ريال لدعم تمويل القطاع الخاص
  • تعليق النشاط الرياضي وإغلاق الصالات والمراكز الرياضية الخاصة

15 مارس 2020:

  • تعليق الحضور لمقرات العمل في الجهات الحكومية لمدة 16 يومًا
  • اقتصار الخدمة في أماكن تقديم الأطعمة والمشروبات على الطلبات الخارجية
  • منع التجمعات في الأماكن العامة المخصصة للتنزه

16 مارس 2020:

  • إلزام البنوك والمؤسسات بتفعيل العمل عن بعد لمدة 16يومًا

17 مارس 2020:

  • منع صلاة الجماعة في المساجد باستثناء الحرمين
  • تعليق حضور العاملين للمكاتب الرئيسية لمنشآت القطاع الخاص لمدة 15 يومًا
  • خادم الحرمين الشريفين يوجّه كلمة للأمة في مواجهة جائحة كورونا

20 مارس 2020:

  • تعليق نشاط الحافلات بأشكالها كافة
  • تعليق نشاط سيارات الأجرة، وخدمة القطارات لجميع المشغلين
  • إيقاف تصدير الأدوية والمستحضرات الصيدلانية والأجهزة الطبية

21 مارس 2020:

  • تعليق جميع رحلات الطيران الداخلي لمدة 14 يومًا

23 مارس 2020:

  • منع التجول من الساعة 7 مساءً وإلى السادسة صباحًا ولمدة 21 يومًا

25 مارس 2020:

  • منع سكان المناطق الخروج منها أو الانتقال لمنطقة أخرى
  • منع الدخول والخروج من مدن (الرياض، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة)؛ ابتداءً من الساعة الثالثة عصر الخميس 26 مارس، وحتى انتهاء مدة المنع من التجول

28 مارس 2020:

  • منع الدخول أو الخروج من 6 أحياء في المدينة المنورة على مدار 24 ساعة
  • تمديد العمل بتعليق الحضور لمقرات العمل
  • تعليق الرحلات الجوية ونشاط الحافلات وسيارات الأجرة والقطارات حتى إشعار آخر

29 مارس 2020:

  • تعليق الدخول والخروج من محافظة جدة وتقديم موعد منع التجول فيها ليكون ابتداءً من الثالثة مساءً

30 مارس 2020:

  • أمر ملكي بتقديم العلاج مجانًا للجميع مواطنين ومقيمين ومخالفين
  • عزل أحياء سكنية بمكة المكرمة ومنع الدخول والخروج والتجول فيها على مدار الساعة

31 مارس 2020:

  • المملكة تدعو العالم للتريث في إبرام عقود الحج للعام 1441هـ حتى تتضح الرؤية للوباء

2 أبريل 2020:

  • منع التجول على مدى 24 ساعة في مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة حتى إشعار آخر

3 أبريل 2020:

  • تقديم وقت بدء منع التجول في الدمام والطائف والقطيف إلى الساعة 3 عصرًا حتى إشعار آخر

4 أبريل 2020:

  • عزل عدد من أحياء محافظة جدة ومنع الدخول والخروج والتجول فيها على مدار اليوم

5 أبريل 2020:

  • إطلاق المنصة الوطنية الموحدة لتسجيل بيانات المواطنين العالقين في الخارج وتهيئة 11 ألف غرفة فندقية لاستضافتهم

6 أبريل 2020:

  • منع التجول على مدار 24 ساعة يوميًا في كل من الهفوف، والرياض، وتبوك، والدمام، والظهران، ومحافظات جدة، والطائف، والقطيف، والخبر

7 أبريل 2020:

  • تقديم ساعات منع التجول في بقية المناطق والمدن ليبدأ من الساعة الثالثة عصرًا إلى السادسة صباحًا

10 أبريل 2020:

  • منع التجول الكلي في أحياء بالمدينة المنورة حتى إشعار آخر وإمداد المحتاجين بالأغذية والأدوية

11 أبريل 2020:

  • تمديد العمل بمنع التجول وفق معدلات ومؤشرات انتشار الفيروس وحتى إشعار آخر

15 أبريل 2020:

  • عزل حي الأثير بمدينة الدمام ومنع الدخول والخروج والتجول فيه على مدار الساعة
  • منع من تقل أعمارهم عن 15 عامًا من دخول متاجر التسوق والخروج لأي سبب

17 أبريل 2020:

  • منع التجول على مدار الساعة في محافظتي صامطة، والداير حتى إشعار آخر

18 أبريل 2020:

  • منع التجول في حيي الفيصلية والفاضلية بمحافظة الأحساء على مدار الساعة حتى إشعار آخر

26 أبريل 2020:

  • المملكة توقّع عقدًا مع الصين بقيمة 995 مليون ريال لإجراء 9 ملايين فحص كورونا

2 مايو 2020:

  • عزل المدينة الصناعية الثانية بمدينة الدمام حتى إشعار آخر

5 مايو 2020:

  • إعلان عقوبات مخالفي الإجراءات الوقائية المتخذة لمواجهة الجائحة

7 مايو 2020:

  • وزارة الداخلية تعتمد لائحة الحد من التجمّعات وتصنيف المخالفات والعقوبات المقررة بحقها

12 مايو 2020:

  • منع التجول على مدار الساعة في محافظة بيش بمنطقة جازان
  • منع التجول الكامل خلال الفترة من 30 رمضان وحتى 4 شوال في أنحاء المملكة كافة

2 يونيو 2020:

  • بروتوكولات وقائية إضافية لعدد من القطاعات للحد من انتشار الفيروس

5 يونيو 2020:

  • إعادة تشديد الاحترازات الصحية في مدينة جدة لمدة 15 يومًا

11 يونيو 2020:

  • بدء تطبيق الحجر المنزلي على القادمين من خارج المملكة

1 يوليو 2020:

  • 6 بروتوكولات وقائية إضافية وتعديلات على 13 بروتوكولًا صحيًا سابقًا

5 يوليو 2020:

  • “وقاية” يصدر البروتوكولات الصحية الخاصة بالوقاية من كورونا لموسم حج 1441هـ

15 أغسطس 2020

  • “التعليم” تقرّر أن تكون الدراسة عن بعد في التعليم العام لأول سبعة أسابيع، وللمقررات النظرية في الجامعات والتعليم الفني

التعليقات مغلقة.