نماذج من الحراك الثقافي في مدينة المبرز في القرن الخامس عشر الهجري (الحلقة الثانية)

Estimated reading time: 14 minute(s)

كتب للأحساء اليوم : عبدالله بن عيسى الذرمان

استعرضت في الحلقة الأولى من المقال نماذج من نجوم المشهد الثقافي في مدينة المبرز، وفي هذه الحلقة أكمل معكم متعة رحلة العطاء، وأول محطاتها الأستاذ الفرضي عبدالله بن إبراهيم الأحمد، وهو من المحكمين المعتمدين في وزارة العدل في مجال الفرائض، وأخرج مجموعة من المؤلفات مثل: كتاب مقتطفات من علم الميراث، وكتاب الوجيز في أحوال أصحاب الفروض، وكتاب خمسون مسألة من آيات ثلاث. ونشط الدكتور عادل بن عبدالله العبدالقادر في التدريس والدعوة والكتابة، وكانت له دروس في بعض كتب الفقه الحنبلي مثل درسه في كتاب الروض المربع، وهو من الأدباء الشعراء فشارك في حركة الأدب عبر مجموعة من القصائد، والقاضي الدكتور عبدالوهاب بن عبداللطيف الصالح، برز في المجال الوقفي وكان رئيسًا للجنة الأوقاف بغرفة الأحساء، وأما الدكتور فهد بن حمد المغلوث، فهو من الشخصيات العلمية المعروفة على مستوى وطننا الغالي وله حراك جيد، وأصدر كتبًا؛ فقد ألف كتاب الأمثال الشعبية في الأحساء، وكتاب ولا أروع، وكتاب التوحد كيف نفهمه ونتعامل معه، وغيرها. وللأستاذ عبداللطيف بن محمد العفالق مشاركة جيدة في الشأن الثقافي وتوَّج هذا في إصدار كتابه جذور، وأما الدكتور عبدالرحمن بن إبراهيم الجويبر، فهو من البارزين في علم الإدارة، وأصدر كتبًا كثيرة مثل: كتاب الرقابة الإدارية، وكتاب الإصلاح الإداري، وكتاب في الجودة الشاملة.

وفي مجال العطاء الثقافي الفني شارك الأستاذ عبدالمنعم بن علي الزعبي في رسم خارطة ثراء الساحة الفنية في مجال الخط، وبرز في مهنة تجليد الكتب من أهالي المبرز الرجل عبدالله البراهيم.

وننتقل إلى محطة ثرية بالعطاء وهي محطة الإبداع الأدبي، فالشاعر عبدالرحمن بن محمد المنصور نشر بعض شعره في المجلات والصحف في السعودية ومصر وهو من شعراء التفعيلة وعني بعض الشباب بمطالعة الأشعار وجادت قرائحهم بنصوص عديدة، وممن جمع شيئا من شعره الأستاذ خالد بن عبدالعزيز الحيدر، الذي أخرج ديوانه المرأة شباك الدنيا، واتجه بعضهم إلى الكتابة كالأستاذ مشاري بن صالح العفالق، والأستاذة فاطمة بنت عيسى العرجان، والأستاذ عبدالله المسيان، والمهندس زكي بن عبدالرحمن الجوهر، والأستاذ نواف بن علاي الجري. والصنعة الإعلامية شارك بعض أهالي المبرز فيها بفاعلية، وممن يذكر بنشاطه الأستاذ عمر بن محمد بن عمر البنيان مدير محطة تلفزيون الدمام قديمًا ومقدم عدد من الندوات والمشارك في التحرير في مجلة القافلة، وقد نشر تحقيقات ومقالات صحفية، وبرز الدكتور عبدالله بن أحمد المغلوث، وهو من المتخصصين في الإعلام الرقمي، والأستاذ محمد بن عبدالعزيز العباد، وهو من المبدعين في الإلقاء، والأستاذ عبداللطيف بن محمد المحيسن، الذي عمل في جهات إعلامية كثيرة، وسار على نهجه الإعلامي ابنه الأستاذ محمد بن عبداللطيف المحيسن.

ومما يميز أهل المبرز وجود رواة للشعر والقصص والرواية التاريخية فكانت مجالسهم وأحاديثهم حديقة غناء، وفي مقدمة من جالستهم واستفدت منهم الأديب سلمان بن محمد بن عبدالرحمن الكرود، الذي كان محبًا للشعر وحافظًا للقصص وعاشقًا للتاريخ ومحتفظًا ببعض الوثائق القديمة، وبارك له في هذا ببذله لما يقع بين يديه من مخطوطات ووثائق وكتب، فلم يكن بخيلًا بل كان يصور الكتب على حسابه ثم يعطيها لمن يطلبه، وله فضل علي كبير ودفعني إلى البحث والتنقيب وأطلعني على صور كثيرة مما ملكه وصورت بعضها وبعضها لم أصوره، وهو حافظة لأخبار مدينة المبرز ومتذوق للشعر وجمع شعر أخيه عبدالله بن محمد الكرود أحد الشعراء النبطيين. وبرز الشيخ عبدالوهاب بن عبداللطيف الصالح إمام مسجد الرملة في التوثيق والحفظ التاريخي وكانت لديه معرفة ببعض أخبار أهل العلم في المبرز وكون خزانة كتب جيدة. وممن له عناية بقراءة الأشعار وإلقائها الأديب الأستاذ علي بن حسين الطبيلي، وهو مثقف ومطلع وعنده مكتبة جيدة، وكنت أستمع إلى بعض أحاديثه وإلقائه بعض الأشعار في مجلس أبناء أحمد بن داود المغلوث صباح كل جمعة، وقرأ لعدد من الشعراء كالمتنبي وأحمد شوقي والأمير خالد الفيصل.

وعلى صعيد الشعر النبطي؛ حفلت الساحة الثقافية الشعبية بكم جيد من الرواة والشعراء؛ فقد أنجبت المبرز شعراء ينتمون إلى أسر عديدة:

– أسرة المغلوث.

– أسرة العبدالرحيم.

– أسرة الدريع.

– أسرة الصويغ.

– أسرة الجري.

– أسرة الحذيفي.

– أسرة الدراج.

– أسرة العباد.

– أسرة الحليبي.

– أسرة الكرود.

– أسرة الموسى.

– أسرة العرفج (سكنة المبرز).

– أسرة اليوسف.

– أسرة العبيدان.

– أسرة العويصي.

وفي المدة التي يتناولها هذا المقال، عُرف بالرواية الشعرية عبدالله بن علي الموينع، وعلي بن هندي، وصالح السريع، وعبدالله البكر، وحسين السعيد، وسعد بن عبدالله السعيدان، وقد ذكر لي الشاعر علي بن عبدالله الموينع أن هذا الراوي حافظة وعنده استعداد راوية الأشعار ساعات طويلة دون توقف غيرهم، وأما الشعر فالناظمون ما بين مكثر ومقل، وممن وقفتُ على أسمائهم الشاعر علي بن حمد الحليبي، وهو معروف بالرواية والنظم، واطلعتُ على شيء من شعره، ومنه قصيدة في وصف خوخ الأحساء أولها:

نحمد الله خوخنا كله كبار ناوي قاوي من أكبر الأثمار

وتشهد الحركة الشعرية الشعبية المعاصرة نشاطًا جيدًا؛ فظهر الشاعر علي بن عبدالله الموينع، والأستاذ صالح اليعقوب، والشاعر سعد بن شريدة الشريدة، والشاعر تركي بن حسن الفرج، والشاعر مبارك بن عبدالله العويشير. وممن أحدث حراكًا في دعم الشعر النبطي الأديب إبراهيم بن عبداللطيف الحداد -رحمه الله تعالى- وهو من مواليد حي النعاثل، وسكن في مدينة المبرز مدة من الزمن، وجعل منزله رافدًا من روافد سقاية المواهب الشابة ورعاية الشعر، وأقام فيه عدة جلسات شعرية، وممن حضرها الأديب عبدالله بن ناصر العويد، والأديب راشد بن عبدالرحمن القناص السبيعي، وطبع كتاب شعراء من الأحساء وكتاب الوطن في قلوب الشعراء. واتجه المهندس خالد بن أحمد المغلوث إلى توثيق حياة بعض الشعراء؛ فقد كان حريصًا على جمع الوثائق وله عناية بالتاريخ فألف كتابًا عن الشاعر حمد بن عبداللطيف المغلوث، وكتابًا عن مهنا بو عنقا الخالدي. وطبع التاجر ناصر بن حمد الزرعة ديوانًا شعريًا للشاعر مبارك بن حمد العقيلي. ولنا لقاء في مقال آخر بمشيئة الله تعالى.

التعليقات مغلقة.