Estimated reading time: 13 minute(s)
كتب للأحساء اليوم – عبدالله بن عيسى علي الذرمان
اشتهرت الأحساء بالعلم والأدب، فغدت نجمًا ساطعًا في سماء الأدب، وأنجبت أدباء كثيرين عبر التاريخ، وكان لهم إسهام جيد في الإرث الحضاري الأدبي العربي، ولم يكن عشق الأدب محصورًا بفئة أو طبقة أو مكان، فالاجتماع لسماع الشعر ومناقشة قضايا النقد جرت في بعض المنازل والبساتين والمحلات، وقد أخبرني الأستاذ حسين بو كنان أن دكانه ملتقى لحضور بعض المعتنين بالتاريخ والأدب في صباح أحد أيام الأسبوع.
ويمتد العمق التاريخي لمجالس الأدب في شرق الجزيرة العربية إلى أيام العصر الجاهلي عبر الأسواق الموسمية، وذكر الدكتور عبدالرحمن بن مديرس المديرس، أن عهد العيونيين شهد نشاطًا أدبيًا واسعًا وعملوا على تشجيع الشعراء الذين حضروا مجالسهم وأنشدوا الأشعار فأجزلوا لهم العطاء، وفي القرن الثامن الهجري اجتمع المؤرخ أحمد بن فضل الله العمري في مصر ببعض الشعراء العامريين العقليين سكان الأحساء إبان وفادتهم على المماليك فسمع أشعارهم ودوَّن جزءًا منها في بعض مؤلفاته.
وأدَّت مجالس الأدب ومنتدياته دورًا رائدًا إبان القرن الخامس عشر الهجري، إذ أذكت جذوة الحراك الثقافي عامة والحراك الأدبي خاصة، وتمازج عبر نشاطاتها الجيل الجديد مع الجيل القديم، واحتضنت بعض المواهب، ووقفت سدًا منيعًا أمام تيارات الحداثة، وقدمت الإنسان الأحسائي المعتز بإرثه والمنتمي لوطنه والمنفتح على العطاءات الثقافية الجديدة التي تتلاءم مع الأصالة والمعاصرة، وعبر منابر المجالس قدم الأدباء والمثقفون الذين وفدوا إلى الأحساء عطاءات صنعت فارقًا في نجاح رسالة المجالس وإلقاء المحاضرات والقراءات والتعليقات، وممن كانت لهم بصمة الدكتور بسيم عبدالعظيم، والدكتور إبراهيم الحاوي، والدكتور عبدالرزاق حسين، والدكتور ربيع محمد عبدالعزيز، والأديب عبداللطيف الجواهري والدكتور محمد إياد العكاري، والدكتور فهمي مقبل، وهناك أسماء أخرى.
وحين نقلّب صفحات عطاء المجالس نجد أحدية السفير والأديب أحمد بن علي آل الشيخ مبارك، وكانت تعقد يوم الأحد من كل أسبوع بعد صلاة العشاء، وهي بستان أدبي وتاريخي وفكري، وقد استقى من نبعها رواد الأدب والفكر داخل الأحساء وخارجها.
واثنينية النعيم لصاحبها الأستاذ محمد بن صالح النعيمق الذي كرَّس جهده لتكون منبرًا من منابر العطاء الأدبي والثقافي تكريمًا وإبداعًا، وكانت جلساتها تقام مساء يوم الاثنين من كل أسبوع.
وسبتية الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالوهاب الموسى التي عقدت يوم السبت من كل أسبوع بعد صلاة العشاء في منزله الكائن بمدينة المبرز.
ومنتدى الدكتور نبيل بن عبدالرحمن المحيش، وقد أسسه سنة 1424ه وعقد في بداية كل شهر هجري، وقام على استضافة بعض الشخصيات لتقديم المحاضرات والقراءات والأمسيات.
ومنتدى بودي الثقافي لصاحبه الدكتور محمد بن عبدالله بودي، وطُرحت فيه موضوعات أدبية وتاريخية وثقافية عامة ومن برامجه التي نفذت الاحتفاء بالشاعر الشيخ عبدالله بن محمد الرومي الأحسائي. وممن حضر بعض فعالياته الأديب عبدالله بن محمد الرومي، والدكتور بسيم عبدالعظيم، والأستاذ عبدالله بن أحمد الملحم، والشاعر سعد البراهيم، والأديب سعد بن عبدالرحمن الدريبي.
وثلاثية الأستاذ عدنان بن عبدالله العفالق، وهي جلسة تقام مساء كل ثلاثاء، وتطرح فيها موضوعات في التاريخ والتربية والشأن الثقافي العام.
ومنتدى المعيلي الثقافي لصاحبه صادق المعيلي، وقد بدأت نشاطاته سنة 1422ه، ووضع الأستاذ سلمان بن حسين الحجي كتابًا تعريفيًا بالمنتدى ودوره في المشهد الثقافي.
وثلاثية المغلوث لأبناء أحمد بن داود المغلوث، وكانت في مجال تكريم أهل العلم والتاريخ والأدب، وممن كُرم فيها المؤرخ يوسف بن راشد آل الشيخ مبارك، والشيخ عبدالرحمن بن أبي بكر الملا، والشاعر محمد الشرهان، والعالم الموسوعي الشيخ محمد بن عمر الظاهري.
وقام الأديب الدكتور عبدالله بن علي الخضير، بتخصيص مجلس أدبي في منزل والده الكائن بمدينة المبرز مساء يوم الاثنين في كل أسبوع، وطرحت فيه مواضيع أدبية ومسرحية وثقافية كالأدب العربي في الأندلس، والمسرح والجمهور الرابع، وأمسية شعرية للشاعر محمد بن طاهر الجلواح، وأمسية قصصية للأديب ناصر بن سالم الجاسم. وممن حضر المجلس الدكتور خالد بن قاسم الجريان، والأستاذ عبدالرحمن بن سعد بو شعيب، والأستاذ وليد بن سليم السليم، والدكتور ماهر الضحيان، والدكتور أسامة بن محمد الملا، والأستاذ خليفة الخليفة، وغيرهم.
وخصص الأستاذ صالح السنيد جلسة ثقافية في منزله بمدينة الهفوف، وعقدت يوم السبت مساء، ولم تدم طويلًا.
وأسس الشاعر ناجي بن داود الحرز منتدى الينابيع الهجرية ومن مآثره رعاية المواهب الشابة وأصدر كتابًا توثيقيًا عن معجم شعراء المنتدى.
وعقد منتدى بوخمسين الثقافي، وعني باستضافة بعض المختصين في المجالات التربوية والأدبية والفكرية.
وفي قرية الطرف اشتهر منتدى السهلة الأدبي، وفي الاسم دلالة تاريخية ربطت بين الماضي والحاضر، فالسهلة قرية اندثرت وتقع في شرق الأحساء، وسكن أهلها قرية الطرف، وأسس المنتدى الأستاذ جابر بن عبدالله الخلف وبدأ نشاطاته سنة 1413ه.
وفي مدينة العمران منتدى حسن الحبابي، وعني بالشعر والتعريف بالشعراء وإصداراتهم الأدبية.
وفي قرية الشقيق عُرفت بعض المواضع كمزرعة الهاشل، وبرز مجلس الأديب عبدالله اليوسف الذي يُعدُّ من عشاق الأدب والكتب.
ومن المناشط ملتقى السرد، وكان رافدًا في ثراء ُثقافة القصة والرواية، وتمكين المواهب في هذا المجال ورعايتها عبر أنشطة متنوعة أقيمت شهريًا أشرف على تنظيمها مجموعة من الأدباء كالأستاذ حسن البطران، والأستاذ طاهر الزارعي، والأستاذ عبدالجليل الحافظ.
ووجهت المرأة الأحسائية جزءًا من حراكها الأدبي في إقامة المنتديات الأدبية والثقافية بوصفها نافذة على ما تملكه المبدعات من مواهب في الشعر والقصة والنقد، وفي هذا السياق وجدنا منتدى النور الثقافي الذي أسس سنة 1426ه وعقد شهريًا.
التعليقات مغلقة.