التكامل الأفقي بين البلدية والبلدي

Estimated reading time: 5 minute(s)

كتب للأحساء اليوم : علي السلطان

من المؤسف أن تُشَرّع الدولة نظامًا لصالح المواطنين ويتبين أن بعض المسؤولين وكأنهم لا يريدون استيعاب الأمر، وهو أمر مستغرَب؛ هذا ما لوحظ في موضوع المجالس البلدية، ففي بداية التجربة اعتَبرت البلديات أن المجالس جسمًا غريبًا يجب إبعاده أو الابتعاد عنه، أما المجالس فبعضها وقف ندًا عنيدًا للبلديات متوعدة بحرب ضروس لا تبقي ولا تذر، فما كان من البلديات إلا أن غلَّقت الأبواب وقالت: أنَّى لكم والدخول بيننا، أما القسم الآخر من المجالس فقد “سلم الخيط والمخيط” للبلديات؛ أي “فصّل واحنا نلبس”، معلنًا السلم والاستسلام، وأحسب أن النموذجين قد شوها التجربة.

كان على البلدي قبل أن يقدم على خطوته الأولى أن يستوعب هذا العملاق، الذي تعود أن يعمل بمفرده طوال السنين، وما تعود أن يشاركه أحد في الرأي أو السلطة، وأنه لن ينزل من برجه بسهولة؛ لذا ما كان للبلدي أن يحاول استدعاء البلدية إلى أرضية البرج، بل كان عليه التواضع هو الآخر والصعود له، ليلقي عليه التحية صباح مساء، ثم يحاول استدراجه عتبة عتبة، إلى أن يقف معه في منتصف البرج، حيث لا غالب ولا مغلوب، لا أن يتعامل معه الند بالند، مما جعل من البلديات لا ترفض المصافحة فقط، بل حتى رد السلام أحيانًا.

الحديث هنا عن الأكثرية، ولا يشمل كل المجالس البلدية، أو كل الأعضاء في المجلس الواحد، ومما لا شك فيه أن هنالك نماذج عَرفت كيف تتأقلم مع البلديات، وأظن أن هنالك أيضًا بلديات تفهمت دور المجالس البلدية، وتعاملت وتعاونت، بما يخدم الوطن والمواطن.

بالتأكيد لم تبقَ المجالس على حالها، حيث تتغير الحالة مع تغير أعضاء المجلس، أو تغير حالة الأمانات والبلديات وخاصة الأمناء أو الرؤساء، ولا شك أن لنضوج التجربة دورًا أيضًا، لكن لا زالت دون المطلوب.

كلنا يعلم أن المجالس البلدية هي حالة ديموقراطية، وهي تجربة عالمية قبل أن تكون محلية، بل هي أحد الأجهزة المهمة في الدولة العصرية، وهي أحد المؤشرات على وجود إدارة محلية فاعلة، يشترك فيها المواطن المنتخب مع المسؤول المعين؛ لذا على المجالس والبلديات استيعاب الأمر، والعمل معًا بروح الفريق الواحد، حيث التكامل الأفقي بين البلديات والبلدي، من أجل وطن أكثر نماءً وتنميةً.

 

 

عضو المجلس البلدي بالأحساء (سابقًا) علي السلطان

التعليقات مغلقة.