“كالينينجراد”.. مدينة الغرائب والعجائب في روسيا

Estimated reading time: 11 minute(s)

موسكو – أحمد فايز

في أقصى الغرب الروسي على بحر البلطيق تقع مدينة كالينينجراد، وهي أصغر مدينة في روسيا، مدينة ذات ماضٍ غني؛ ففي كل ركن له تاريخه الخاص، حوائط كالينينجراد تتحدث عن تاريخها العريق، وهي مدينة فريدة من نوعها في البلاد؛ مدينة الغرائب والعجائب إذ ليس لديها أي حدود مشتركة مع باقي الأراضي الروسية، معزولة عن بقية المقاطعات والمدن الروسية، تجاورها كل من بولندا وليتوانيا، ويمكن الوصول إليها إما بالطائرة التي تستغرق ساعتين من موسكو وفي هذه الحالة لن تحتاج إلى تأشيرة؛ لأنها تقع ضمن الأراضي الروسية فقط تأشيرة دخول روسيا، أو بالقطار من موسكو، والذي يستغرق 35 ساعة ويمر عبر أراضي دولة ليتوانيا، ومن ثم لابد من الحصول على تأشيرة ترانزييت.

أما عن السياحة في كالينينجراد فهي تشبه الإبحار على سفينة روسيا السياحية، بين الغواصات العلمية، والمباني التاريخية فهي مدينة لعشاق التاريخ والهندسة المعمارية الأوروبية، وهي أيضًا مدينة معارض وملاعب راقية لجميع المجالات، والحياة فيها مليئة بالحدائق والفنون الاستعراضية، يوجد بها أكثر من 90٪ من كهرمان العالم، عاش فيها فيلسوف عصر التنوير الألماني وأحد أهم المفكرين في الفلسفة الحديثة “إيمانويل كانط”.

نبذة تاريخية:

أسس مدينة كالينينجراد الفرسان التوتونيون في القرن الثالث عشر، وأصبحت عاصمة لدولة الفرسان التوتونيين دوقية بروسيا، ومقاطعة بروسيا الشرقية الألمانية، وأطلق عليها اسم “كونيجسبيرج”، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية أصبحت جزءًا من الاتحاد السوفيتي، تغيير اسمها إلى “كالينينجراد” في عام 1946 على اسم “كالينين”، الذي كان ثوريًا بلشفيًا وسياسيًا بارعًا وأحد المقربين القليلين للزعيم ستالين، وكان له دور مهم في إدارة الدولة باعتباره أحد صناع القرار، ثم أصبحت جزءًا من روسيا في التسعينيات بعد تفكك الاتحاد السوفيتي.

أهم المعالم السياحية في كالينينجراد:

  1. كاتدرائية كونيجسبيرج:

هذا المبنى القديم هو رمز كالينينجراد تم بناؤه منذ أكثر من 700 عا،، تجتذب حشودًا من السياح كل عام، تم ترميمها بحلول نهاية القرن العشرين، وهي المكان الذي دفن فيه الفيلسوف الألماني الشهير “إيمانويل كانط”، وهو واحد من أكثر الشخصيات ارتباطًا بالتراث الثقافي والفني لمدينة كالينينجراد، وهو أيضًا أحد أهم المفكرين في تاريخ الفلسفة، ويوجد قبر “كانط” في الزاوية الشمالية الشرقية من الكاتدرائية في جزيرة كانط، وهي مكان رائع للمشي لمسافات طويلة.

  1. قرية الأسماك:

على مرمى حجر من الكاتدرائية يوجد حي سياحي يسمى “قرية الأسماك”، وذلك لأنه في السابق كان هناك شارع تسوق يُباع فيه السمك بالفعل، يوجد الآن حي سياحي خلاب، من بين المباني التي توجد بها فنادق ومقاهٍ كثيرة ومتنوعة.

  1. متحف المحيط العالمي:

مدينة كالينينجراد هي الميناء الوحيد لروسيا في دول البلطيق، الذي لا يتجمد على الإطلاق خلال الشتاء الروسي القارس، ولذلك يمثل البحر والحياة البحرية جزءًا كبيرًا ومهمًا من هوية المدينة، وهو ما يبدو واضحًا للغاية في متحف المحيط العالمي، وهو متحف رائع لعلوم البحار ويحتوي على حوض رائع للأسماك والأحياء المائية، إضافة إلى معرض مكرس للدراسات والأبحاث الروسية في مجال عالم البحار.

  1. حديقة حيوان كالينينجراد:

يمكن رؤية مجموعة متنوعة من ممثلي مملكة الحيوانات في حديقة حيوان كالينينجراد مثل: وحيد القرن والنمور والثعابين والقردة والحمر الوحشية والكنغر، فهي واحدة من أكبر وأقدم حديقة حيوان في روسيا الحديثة؛ تضم المجموعة ما يقرب من 2500 حيوان؛ بما في ذلك تلك المدرجة في الكتاب الأحمر، لا تفتخر حديقة حيوان كالينينغراد بالحيوانات المعروضة فحسب، بل تفتخر أيضًا بمشتل رائع به نباتات فريدة من نوعها، ويمكن القيام بجولة رائعة حول حديقة الحيوان بمفردك أو حجز جولة لمشاهدة معالم المدينة.

  1. بوابة الملك:

توجد سبع بوابات للمدينة في كالينينجراد، لكن الأمر يستحق أولًا وقبل كل شيء رؤية فندق رويال، الذي سمي على اسم الشارع الذي كانت موجودة فيه، تم بناء هذا المبنى في القرن التاسع عشر، في موقع بوابة غومبينن القديمة للدفاع، لكنها لم تؤدِ هذه الوظيفة لفترة طويلة، وفي القرن العشرين واستعدادًا للذكرى الـ 750 كالينينجراد تم تجديد المبنى، وأصبحت الرمز الرئيسي للعطلة التي تجذب اليوم العديد من السياح.

  1. متحف الكهرمان:

متحف الكهرمان في كالينينجراد غني بالمعروضات؛ لأن كالينينجراد عبارة عن رواسب كهرمانية، تعرض معارض المتحف أعمال أساتذة ذوي خبرة ومبتدئين على حد سواء، ستجد مجموعة رائعة من قطع الكهرمان الطبيعي كما ستجد أيضًا منحوتات وأعمالًا فنية جميلة مصنوعة من الكهرمان، ومتحف الكهرمان هو أيضًا مكان مثالي لشراء قطع مجوهرات جميلة مصنوعة من الكهرمان بأسعار معقولة.

هذه السلسلة من المقالات عن السفر والسياحة في روسيا تحت نافذة “روسيا التي لا تعرفها” تنشرها صحيفة الأحساء اليوم، بالتعاون مع المرشد السياحي أحمد فايز، وهو مصري عربي روسي، يعيش في موسكو منذ أكثر من 25 عامًا، ويعمل هناك مرشدًا سياحيًا باللغة العربية؛ وتهدف إلى إثراء الحصيلة المعرفية للقارئ العربي ومساعدته على التعرّف على روسيا عن قرب.

التعليقات مغلقة.