Estimated reading time: 11 minute(s)
موسكو – أحمد فايز
مترو الأنفاق في موسكو هو الأجمل في العالم؛وفمحطات المترو في موسكو هي متاحف وقصور تحت الأرض توثق أحداث تاريخية مرت بها روسيا في القرن العشرين، فكل محطة لها تاريخ وحدث مرتبط بها تاريخيًا وسبب لتسميتها، وتنظم شركات السياحة رحلات للسائحين لزيارة تلك المحطات بصحبة مرشدين سياحيين، ليشاهدوا أعظم ما أبدع المهندسون والفنانون والعمال في تلك الحقبة الماضية من الزمن.
افتتحت أبواب 13 محطة دفعة واحدة على خط واحد بطول 11 كيلومترًا امتدت فى 15 مايو عام 1935 م، واليوم تتألف شبكة مترو الأنفاق في موسكو من 14 خطًا، تضم أكثر من 260 محطة، داخل أنفاق تحت سطح الأرض على عمق يتراوح من 50 الى 120 متر، كما يوجد ممرات لكبارٍ علوية تمر من فوق نهر موسكو، وينقل مترو موسكو كل يوم نحو عشرة ملايين راكب، ولا يزال يتوسع ففى كل عام يتم افتتاح عدة محطات إضافية.
2021 عام قررت بلدية موسكو لشئون النقل، البدء في تطبيق خدمة (Face Pay)، التي بفضلها يمكن للركاب الدفع مقابل الرحلة باستخدام نظام التعرف على الوجه، وتعمل هذه الخدمة على جميع خطوط ومحطات مترو العاصمة الروسية موسكو.
فكرة بناء مترو الأنفاق فى موسكو:
تعود فكرة بناء مترو الأنفاق في موسكو إلى عام 1875 م، ولكن أسبابًا مختلفة عرقلت سير المشروع، من بينها على سبيل المثال: موقف اللوبي المسيطر على مواصلات الترام، ثم الحرب العالمية الأولى، عادت الفكرة مرة أخرى إلى الواجهة في بداية الثلاثينيات فقد تم اتخاذ قرار البدء من قبل اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي ومجلس مدينة موسكو، وقبل البدء مباشرة زار موسكو الكاتب الإنجليزي “هربرت أويليس”، وحينما عُرِضَ عليه مشروع المترو والرسوم والمخططات الخاصة به، قال : “لا تجعلوا من أنفسكم يوتوبيين وحالمين، ومن الأفضل أن توفروا كل هذه التكلفة وتشتروا من إنجلترا ألف أتوبيس إذا كانت عندكم مشكلة فى المواصلات”، إلا أن هذا الرأى المغرض كان لدى السوفيت مفهومًا وواضحًا، وبفضل المهندسين، تم إنشاء منظومة ضخمة من الفضاءات المعمارية مع ساحات وشوارع حقيقية لتشكل مدينة ثانية بكل ما تعنيه هذه الكلمة تحت الأرض. فى السطور التالية نعرض خمس من أجمل محطات مترو موسكو
أجمل 5 محطات مترو موسكو:
1- محطة مترو بلوشيد ريفاليوتسى:
افتتحت محطة مترو بلوشيد ريفاليوتسى فى موسكو عام 1938م، تقع على بعد خطوات من الكرملين والساحة الحمراء، يوجد بها 80 تمثالًا من البرونز بالحجم الكبير تزين الصالة الرئيسية تحت الأرض، وهي واحدة من أكثر محطات مترو موسكو شهرة، تبدو وكأنها قاعة عرض متحفى لأبطال الثورة وأبطال البناء الذين يمثلون المراحل التاريخية لإنشاء دولة الإتحاد السوفيتي، فقد تم ترتيب التماثيل بترتيب زمني من أحداث ثورة أكتوبر 1917م إلى تاريخ افتتاح المحطة عام 1938م.
2- محطة مترو كومسومولسكايا:
تحتل هذه المحطة أهمية خاصة، حيث إنها تمثل بوابة لمدينة موسكو؛ يعلوها ثلاث محطات قطار رئيسية ينتقل من خلالها آلاف الركاب يوميًا من موسكو الى ثلاث مدن هي: سانبيطرسبرج و قازان وياراسلالفل، افتتحت فى عام 1952 م، وتقع ضمن محطات الخط الدائري، قد أخذت اسمها من كلمة “كَمسَمول” وهو عضو فى اتحاد الشباب الشيوعي اللينيني في الإتحاد السوفيتي”.
فيها ثماني لوحات من الفسيفساء الجدارية المثبتة على سقف المحطة تسجل الانتصارات التاريخية في الحروب الوطنية، التي خاضتها روسيا وكل قائد عظيم خاض المعارك من أجل الدفاع عن الوطن الأم روسيا أمثال ألكسندر نيفسكى، ودميترى دونسكوى، وكوزما مينينق ودميترى بوزارسكى، وإلكسندر سوفوروف، وميخائيل كوتوزوف، حتى لينين.
3- محطة مترو بارك كولتورى:
أنشئت المحطة في عام 1950 على عمق 40 مترًا، واكتسبت المحطة اسمها من قربها من الحديقة الثقافية الترفيهية “حديقة مكسيم جوركى”، ويزين محطة المترو عدد 26 لوحة نحت بارز مستديرة الشكل جميعها بالرخام الأبيض، تحكي عن الإنجازات الرياضية والترفيهية للشباب السوفييتي الممزوجة بروح الانتصار العظيم فى فترة ما بعد الحرب الوطنية العظمى.
4- محطة مترو ماياكوفسكايا:
افتتحت عام 1938م، وسميت على اسم الشاعر فلاديمير ماياكوفسكي، يوجد على سقف المحطة لوحات من الفسيفساء تصور سماء زرقاء، حيث ازدهرت الأشجار، وحلقت الطيور والطائرات، وأبحرت المناطيد، وارتفعت القفز بالمظلات، وأثبت الرياضيون والعمال والجيش أنه ليس لديهم حواجز في البحر أو على الأرض.
5- محطة كيفيسكايا:
افتتحت المحطة فى عام 1953؛ يزينها 24 لوحة جدارية تمثل مهندسي الطاقة، وعمال السكك الحديدية، والرياضيين، مزارعي الحبوب، المعلمين في رياض الأطفال، وتوجد لوحات جدارية على جانب المنصات رسمت عليها نباتات رائعة، وكذلك في نهاية المحطة توجد لوحة كبيرة مخصصة للذكرى 300 لإعادة توحيد أوكرانيا وروسيا.
هذه السلسلة من المقالات عن السفر والسياحة في روسيا تحت نافذة “روسيا التي لا تعرفها” تنشرها صحيفة الأحساء اليوم، بالتعاون مع المرشد السياحي أحمد فايز، وهو مصري عربي روسي، يعيش في موسكو منذ أكثر من 25 عامًا، ويعمل هناك مرشدًا سياحيًا باللغة العربية؛ وتهدف إلى إثراء الحصيلة المعرفية للقارئ العربي ومساعدته على التعرّف على روسيا عن قرب.
التعليقات مغلقة.