Estimated reading time: 12 minute(s)
موسكو – أحمد فايز
مدينة فيبروج هي واحدة من أجمل المدن في منطقة لينينغراد، على مدى ثمانية قرون من التاريخ، تمكنت من أن تكون مدينة سويدية وفنلندية وروسية، ومن ثم تجد فيها العديد من المعالم السياحية غير المعتادة: كأطلال المعاقل السويدية والقلاع الفنلندية القديمة، في بعض الشوارع تشاهد المباني السوفيتية جنبًا إلى جنب مع المباني الحديثة الفنلندية من أوائل القرن العشرين، في أسواقها التجارية يمكن شراء الجبن المعتمد والشوكولاتة الأوروبية اللذيذة.
أين تقع مدينة مدينة فيبروج؟
تقع مدينة فيبروج على بعد (130 كم) من سانت بطرسبرغ ساعة واحدة بالسيارة، وتبعد 35 كيلومترًا عن الحدود الفنلندية في الشمال الغربي على برزخ الكريلية بالقرب من رأس خليج فيبورغ، يقطن هذه المدينة نحو 80 ألف نسمة، وتبلغ مساحتها 160 كم2، وكل سنة يزورها نحو 600 ألف سائح.
مدينة فيبورغ تقع في المنطقة التي تتقاطع فيها طرق السكك الحديدية والبحرية الواصلة بين روسيا ودول الاتّحاد الأوروبي، وتصل عن طريق موانئها إلى أكبر موانئ قارّة أوروبا من خلال العبور عبر خليج فنلندا في بحر البلطيق، وتمرّ من خلالها قناة سايما المائية.
نبذة تاريخية عن مدينة فيبروج:
بدأ تاريخ المدينة في نهاية القرن الثالث عشر عام 1293م، أثناء الحملة الصليبية السويدية الثالثة ضد أراضى كاريليان، وأسس السويديون تحت قيادة المارشال “توركيل كنوتسن” قلعة فيبورغ من أجل السيطرة على الأراضي التي استولوا عليها، وفي القرنين الرابع عشر والسادس عشر قامت قوات روسية من مدينة نوفجورد الروسية بمحاولات متكررة للاستيلاء على قلعة فيبورغ، لكنها ظلت منيعة، وظلت أراضي خليج كاريليان في حيازة المملكة السويدية لمدة أربعة قرون، ثم تم الاستيلاء على القلعة من قبل الإمبراطور بيتر الأول العظيم خلال حرب الشمال 1700م -1721م؛ لتصبح المدينة بعد ذلك تحت حكم الإمبراطورية الروسية، وخلال الفترة من 1918م إلى 1940م، أصبحت المدينة جزًا من فنلندا تحت اسم “فيبوري” إلى أن تم التنازل عنها إلى الاتحاد السوفيتي في عام 1940م، وذلك بعد الحرب الروسية الفنلندية، ثم احتلالها من قبل القوات الفنلندية والألمانية في الفترة بين عامي 1941-1944م؛ ليتم التنازل عنها بعد ذلك إلى الاتحاد السوفيتي، وحتى يومنا هذا هي مدينة روسية.
أهم المعالم السياحية والتاريخية لمدينة فيبروج:
1.قلعة فيبورغ:
تعكس قلعة فيبورغ تاريخ المدينة، فهي أقدم معلم معماري فيها، وقد بُنيت بأمر من المارشال السويدي “توركيل كنوتسن”، وتتميّز هذه القلعة ببنائها القائم على أساس من الحجر الجرانيتي الطبيعيّ، كما أنّ جدرانها مبنيّة بشكل رئيسي من صخور جرانيت الراباكيفي إلى جانب بعض الصخور الأخرى، وتعتبر قلعة فيبورغ من أهم معالم الجذب السياحي والمكان الأكثر زيارة في مدينة فيبورغ.
2.ساحة تاون هول:
هي إحدى الساحات الجميلة التي تقع أمام القلعة، ويوجد فيها تمثال المارشال السويدى “توركيل كنوتسن” الرائع مؤسس المدينة، وحتى يومنا هذا يذهب إليه الكثير من السياح، وكل زوار المدينة يأتوا ليتصورا بجانب التمثال.
3.مكتبة ألفار آلتو:
مكتبة ألفار آلتو هي أكثر مناطق الجذب شعبية في فيبورغ، تم تصميم مبنى المكتبة في الثلاثينيات من قبل المهندس المعماري الفنلندي ألفار آلتو، وتتميّز بالرفوف الخشبية الجميلة، والفتحات الزجاجية الدائرية الموجودة في سقف قاعة القراءة.
4.حديقة مون ريبو:
هي حديقة بُنيت على الطراز الكلاسيكيّ، وتقع في منطقة مطلّة على خليج زاشيتنايا، وتغطّي مساحة تبلغ نحو 1.8كم2، وتتميّز بأجوائها الهادئة، واحتوائها على العديد من الجسور المنحنية، والمنحوتات، وغيرها من المرافق المميّزة.
5.برج فات كاترينا:
يقع في قلب المدينة القديمة في ساحة السوق، وهو عبارة عن برج دائري، ويعد من أهم معالم الجذب الشهيرة في مدينة فيبورغ، وقد بني في منتصف القرن السادس عشر الميلادي لتعزيز الدفاعات المدينة في العصور الوسطى، وفي عام 1923م افتتح مطعم في البرج، ويحتوي على الكثير من اللوحات الجدارية على الجدران، يأتي إليه الكثير من السياح والمواطنين.
6.بيت البرغر:
هو أحد المباني القديمة للغاية، والتي تعود إلى القرون الوسطى، وقد بني المنزل من صخور الجرانيت والطوب، ويعرف باسم منزل مواطن نبيل، وهو واحد من العديد من المنازل الحجرية المتبقية، ويقع في وسط مدينة فيبورغ القديمة، وتم بناؤه في منتصف القرن السادس عشر ويقع في شارع بروغونايا.
كيفية الوصول إلى “مدينة فيبروج”؟
من الأسهل أن تصل إليها من مدينة سان بطرسبرج بالقطار من “محطة فنلندا”، حيث يغادر القطار السريع ثلاث مرات في اليوم إلى فيبورغ، وتستغرق الرحلة ساعة و15 دقيقة.
تتميّز فيبورغ بصيف بارد وشتاء معتدل، وتشتهر بوجود العديد من المنتجعات الشاطئية، والمراكز العلاجية، إضافة إلى كونها مكانًا مهمًّا لممارسة الصيد، وإصلاح السفن، ونشر الخشب، إلى جانب تصنيع الآلات الزراعية، والمعدّات الكهربائية، والأثاث.
هذه السلسلة من المقالات عن السفر والسياحة في روسيا تحت نافذة “روسيا التي لا تعرفها” تنشرها صحيفة الأحساء اليوم، بالتعاون مع المرشد السياحي أحمد فايز، وهو مصري عربي روسي، يعيش في موسكو منذ أكثر من 25 عامًا، ويعمل هناك مرشدًا سياحيًا باللغة العربية؛ وتهدف إلى إثراء الحصيلة المعرفية للقارئ العربي ومساعدته على التعرّف على روسيا عن قرب.
التعليقات مغلقة.