Estimated reading time: 12 minute(s)
موسكو – أحمد فايز
تحتفل موسكو هذا العام 2022 بالذكرى السنوية الـ 875 لتأسيسها، وهو تقليد سنوى يقام في عطلة نهاية الأسبوع الثاني من شهر سبتمبر كل عام، وهو يوم عطلة غيرعادي، وتُعد موسكو مركزًا للحُكم والاقتصاد والثقافة والدين والمال والتعليم والنقل، ولمدة طويلة كان مظهرها يغلب عليه الطابع الدينى، وهذا ما يفسر وجود عدد كبير من الكنائس والأديرة المدهشة ذات القباب الذهبية والرائعة بتصميماتها التى تبهر الناظرين إليها.
نشأت موسكو على شكل دائرى، ويرجع ذلك الشكل إلى بداية تكوينها، حيث أنشأ الأمير “يورى دولجاروكى” فى عام 1147 أول حصن وهو ما يعرف بالكرملين، عند مفترق الطرق الرئيسية في المنطقة الواقعة بين ضفاف نهري: موسكو، نيجلينايا، على تل “بورافيتيسكى”، ثم بدأت حلقات من الحصن تتسع لحماية المدينة من المهاجمين، كذلك يطلق على هذا اليوم اسم “يوم المدينة”.
نبذة تاريخية عن تاريخ الاحتفال بيوم المدينة:
نُظّمت احتفالات ذكرى تأسيس المدينة في موسكو لأول مرة عام 1847، عندما تم الاحتفال بالذكرى السبعمائة لتأسيسها، بمبادرة من “مجموعة عشاق السلاف في موسكو”، وخاصة المؤرخين كونستانتين أكساكوف وميخائيل بوجودين، لكن أول يوم للمدينة يحتفل به على نطاق واسع في العاصمة حدث في عام 1947 بموجب مرسوم صادر عن الزعيم ستالين، حيث تم وضع نصب تذكاري للأمير “يوري دولجاروكى” رسميًا في ساحة سوفيتسكايا (الآن تفرسكايا)، وأقيم مهرجان رياضي وفني في استاد دينام، في المساء وتم إطلاق 20 قذيفة مدفعية، وكانت الذكرى الـ 800 لموسكو، فوضع حجر الأساس لثمانية مبانٍ شاهقة (ناطحات سحاب ستالين) رسميًا في المدينة، بما في ذلك المبنى الرئيسي لجامعة موسكو على تلال لينين (الآن سبارو)، وتكريمًا للذكرى، تم عمل ميدالية “تخليدًا للذكرى 800 لموسكو”، وقد مُنحت الجائزة لأكثر من 1.7 مليون شخص من سكان موسكو الذين ساهموا في إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية والثقافية للعاصمة؛ بما في ذلك ربات البيوت اللائي لعبن “دورًا نشطًا في تحسين المدينة وعمل المدارس ومؤسسات الأطفال”.. منذ ذلك الحين تحتفل موسكو بيومها في بداية الخريف، ويتم الاحتفال به إما في أول أو ثاني سبت من شهر سبتمبر.
وتشهد موسكو فعاليات ترفيهية وثقافية وتجارية في كل أحياء المدينة الكبيرة يومي السبت والأحد، وتتحول شوارع موسكو إلى مسرح مرتجل، تقدم فيه العروض المسرحية والموسيقية وعروض الأفلام في الهواء الطلق والألعاب الرياضية ومعارض تذوق الطعام، وفي نهاية الاحتفالات في نهاية العرض المسائي، تنتظر الألعاب النارية جميع المشاهدين والتى تزيين السماء بآلاف الأضواء الساطعة متعددة الألوان في 23 مكانًا مختلفة، يأتي الضيوف لمشاهدة هذا الحدث ليس فقط من مدن مختلفة في البلاد، ولكن أيضًا من دول أخرى في العالم.
في الفترة من 10 إلى 11 سبتمبر، تستضيف حديقة موزيون للفنون مهرجانًا ضخمًا بمشاركة فنانين مشهورين من الشباب، كذلك حديقة غوركي، وتستضيف حديقة الأرميتاج مهرجان المدينة السنوي التاسع للمسارح في الهواء الطلق، وتستضيف حديقة سوكولنيكي عروضاً لفرقة نحاسية، وعرض رقص، وعروض مسرحية، وحفل موسيقي احتفالي، أما حديقة جونشاروفسكي فيقام عرض لعازفي الطبول، وعروض مسرحية، وعروض لمجموعات الموسيقى والرقص، وفرق الغلاف في حديقة بيروفسكي – حفلة موسيقية لأوركسترا سيمفونية، عرض مسرحي خاص ليوم المدينة وعروض دي جي، في حديقة فادنخا، سيتمكن الزوار من زيارة مهرجان فنون الشارع Bright in the Park: A Journey Through Russia، وهو مهرجان رياضي دولي للرياضات، وعرض ضوئي.
لأول مرة، سيقام احتفال مخصص ليوم المدينة في حديقة ذات مناظر طبيعية جديدة في ساحة بافيليتسكايا، على خشبة مسرح حديقة بافيليتسكايا بلازا، سيستمتع الضيوف بحفل موسيقي من الموسيقى الكلاسيكية بمشاركة فناني الأوبرا المشهورين وأفضل الفرق الكلاسيكية في المدينة – ستؤدي فرق الأوركسترا السيمفونية ألحانًا شعبية.
وستكون ساحة تفرسكايا منصة للفنانين وأولئك الذين يحلمون بأن يصبحوا فنانين، سيتعلم الزائرون أسرار رسم المناظر الطبيعية، ويرون موسكو من خلال عيون الرسامين المشهورين ويكونون قادرين على رسم قناع تنكري وفقًا لشرائع الحرف الفنية الشعبية.
سيقسم شارع تفرسكايا إلى أربعة مواقع سيخبرنا الأول عن نهر موسكو -النقطة التي يبدأ منها تاريخ العاصمة-، والثاني سيخصص لنقل العاصمة، والثالث هو الصناعة الحديثة وصناعة الأزياء، وستخبر المنصة الرابعة كيف كانت موسكو مركز الأراضي الروسية لعدة قرون.
ينتظر ضيوف المهرجان في شارع تفرسكايا بوليفارد كل ما هو عصري وإثارة للاهتمام وأصالة، حيث سيقدم 90 مصممًا روسيًا كبسولاتهم ومجموعاتهم الخاصة المخصصة لموسكو على الموقع، يمكن شراء المجوهرات الأصلية والسلع المنزلية والأغراض للحيوانات الأليفة، والاستماع إلى محاضرات حول الموضة والأناقة، والحصول على نصائح من فنانين مكياج ذوي خبرة أو الحصول على قصة شعر عصرية.
أيضًا ستقام حفلات احتفالية بمشاركة فناني الأداء الشعبيين على مسرح بوكلونايا غورا أو مرتفعات لينين أمام جامعة موسكو الحكومية.
هذه السلسلة من المقالات عن السفر والسياحة في روسيا تحت نافذة “روسيا التي لا تعرفها” تنشرها صحيفة الأحساء اليوم، بالتعاون مع المرشد السياحي أحمد فايز، وهو مصري عربي روسي، يعيش في موسكو منذ أكثر من 25 عامًا، ويعمل هناك مرشدًا سياحيًا باللغة العربية؛ وتهدف إلى إثراء الحصيلة المعرفية للقارئ العربي ومساعدته على التعرّف على روسيا عن قرب.
التعليقات مغلقة.