Estimated reading time: 13 minute(s)
موسكو – أحمد فايز
تعد الرحلات النهرية على طول نهر الفولجا مزيجًا ناجحًا من الاستجمام مع الرحلات الاستكشافية الممتعة، كما أنها تتيح فرصة للتعرف على كثير من المدن التاريخية عن قرب في آن واحد، دون مغادرة مكان الإقامة، حيث تتوقف السفن النهرية بانتظام عند المدن الأكثر إثارة للاهتمام، إضافة إلى أنه يمكن زيارة أقدم مراكز الحرف اليدوية الشعبية التي تشتهر بها روسيا، والتي نشأت في تلك المدن، وخلال الرحلة أيضًا ستكون الفرصة متاحة لتجربة أشهى الأطباق الروسية من الأسماك والفطر والتوت البري الروسي، وأيضًا يمكن تذوق أكلة بيلميني، وفطائر البليني، كذلك تقدم السفن النهرية برنامجًا ترفيهيًا متنوعًا على متن السفينة، والذي يحبه المسافرون حقًا، وتتراوح مدة الرحلة النهرية غالبًا بين (5) أيام و15 يومًا.. في السطور التالية نتعرف على ( 8 ) من المدن التي تتوقف عندها السفن النهرية على نهر الفولجا وأهم المعالم السياحية:
1- كازان:
بلا شك واحدة من أجمل المدن في روسيا، حيث يوجد واحد من أكبر المساجد في أوروبا، مسجد قول شريف، وهو معجزة معمارية حقيقية تذهل بجماله، وتحظى الرحلات النهرية من موسكو إلى قازان بشعبية كبيرة بين الرحلات النهرية في نهر الفولغا، فقد حافظ الكرملين في كازان بشكل مثالي على المعالم الأثرية، وتتركز في كازان -عاصمة تتارستان- العديد من المباني الدينية والمتاحف والمقاهي والمطاعم، و”نوافير الغناء” على طول الممشى المطل على نهر الفولجا التي تساعد في الاسترخاء والاستمتاع، في الرحلة النهرية على طول نهر الفولغا من كازان يفتح منظر خلاب لسد المدينة.
2- نيجني نوفغورود:
تعد المدينة أهم مركز ثقافي وصناعي لروسيا، إضافة إلى أنها واحدة من أكبر مراكز السياحة النهرية؛ لذا فإن الرحلات النهرية على طول نهر الفولغا من نيجني نوفغورود شائعة جدًا، أيضًا تشمل الطرق التقليدية رحلة نهرية من موسكو إلى نيجني نوفغورود والاتجاه المعاكس، وتتميز نيجنى نوفجورد بموقعها المميز عند التقاء نهري فولجا وأوكا، وتفتخر بمواقع ثقافية وتاريخية مهمة، بما في ذلك كرملين نيجني نوفغورود ومعرض نيجني نوفغورود الشهير، يوجد بالمدينة عدد كبير من المتاحف والعديد من المسارح، فهي واحدة من أقدم وأجمل المدن الروسية على نهر الفولجا.
3- سمارة:
ميناء مدينة سمارة هو الأكبر في منطقة الفولغا الوسطى بأكملها، بالإضافة إلى ذلك، تتمتع سامارا بأطول جسر على نهر الفولغا وتقع أعلى محطة سكة حديد في كل أوروبا في نفس المدينة، وكذلك ميدان كويبيشيف، وهو أيضًا الأكبر في أوروبا، يتم تمثيل الهندسة المعمارية للمدينة بجميع الطرز المعمارية الممكنة.
4- أوغليش:
مدينة أوغليش الصغيرة المريحة ليست عبثًا مدرجة في الطوق الذهبي لروسيا، يوجد بها عدد كبير من جميع أنواع مناطق الجذب، وأهمها كاتدرائية التجلي، وتضم المدينة أيضًا متحفًا فريدًا من الأساطير والخرافات.
5- ياروسلافل:
واحدة من أقدم المدن الروسية، ياروسلافل مدرجة في قائمة التراث العالمي لليونسكو، تقع عند التقاء نهري كوتوروسل وفولجا، وتتميز بفن العمارة الروسية وبمبانيها القديمة، وعلى خلفية المباني القديمة والكنائس تبدو القبة السماوية، والتي افتتحت في عام 2011 كأنها جاءت من كوكب آخر، مدينة ياروسلافل أيضًا هي مسقط رأس أول سيدة رائدة فضاء “فالنتينا تيريشكوفا” أول امرأة في تاريخ البشرية انطلقت إلى الفضاء، مدينة ياروسلافل لا يوجد له نظير في روسيا.
6- كوستروما:
مدينة كوستراما إحدى أجمل المدن الروسية الواقعة عند التقاء نهر كوستراما بنهر الفولجا، وهي واحدة من مدن الطوق الذهبي لروسيا، وتشتهر بطبيعتها الخلابة، ومنسوجاتها الكتّانية، ومأكولاتها الروسية الشهية، وتعتبر عاصمة الصاغة الروسية، فهي تشغل المركز الثالث في إنتاج المصنوعات الذهبية في روسيا، وكانت مهدًا لعائلة رومانوف التي حكمت روسيا لمدة 300 عامًا، وعاش على أرضها قبائل التتار المسلمين منذ زمن بعيد، وهي مدينة هادئة ومريحة وساحرة فريدة من نوعها يتشابك فيها القرنان الماضي والحاضر.
7- فولغوغراد:
فولغوغراد هي في المقام الأول مدينة المجد العسكري، تم منحها لقب “مدينة الأبطال”، حيث وقعت على أرضها “معركة ستالينغراد” أكبر معركة في تاريخ البشرية، وهي مدينة جميلة ومضيافة ذات طبيعة فريدة، ففيها فقط يمكنك مشاهدة أعلى تمثال منحوت في أوروبا “مامايف كورغان”، وأكبر جزيرة نهرية في أوروبا، ومن الأفضل الذهاب في رحلة نهرية في خلال شهر أكتوبر، عندما لا يكون الجو حارًا جدًا ويكون المناخ ملائمًا للسباحة والمشي، وفرصة رائعة للاستجمام المتنوع، حيث يمكن زيارة المعالم الأثرية الشهيرة للحرب الوطنية العظمى والمتاحف، وكذلك التنزه في العديد من المتنزهات والساحات، والاستمتاع بأجمل المناظر الطبيعية، ومشاهدة التماثيل التذكارية والتي تحيطها فن العمارة الستالينية الجميلة والعودة للسفينة.
8- استراخان:
استراخان هي عاصمة الأسماك والكافيار والبطيخ في روسيا، وتعدّ واحدة من المدن الدافئة في روسيا، تجسد المدينة أكبر مركز ثقافي وصناعي في منطقتي بحر قزوين وفولغا السفلى، ويوجد بالمدينة العديد من المتاحف والمسارح، فضلًا عن عدد كبير من المعالم المعمارية، وعادة تكون استرخان هي المحطة النهائية للرحلات النهرية المختلفة على طول نهر الفولغا.
ووفقًا للإحصاءات، فإن العديد من أولئك الذين كانوا في رحلة نهرية على طول نهر الفولجا يعودون إلى هذا النوع من الإجازة مرارًا وتكرارًا.
هذه السلسلة من المقالات عن السفر والسياحة في روسيا تحت نافذة “روسيا التي لا تعرفها” تنشرها صحيفة الأحساء اليوم، بالتعاون مع المرشد السياحي أحمد فايز، وهو مصري عربي روسي، يعيش في موسكو منذ أكثر من 25 عامًا، ويعمل هناك مرشدًا سياحيًا باللغة العربية؛ وتهدف إلى إثراء الحصيلة المعرفية للقارئ العربي ومساعدته على التعرّف على روسيا عن قرب.
طباعة
التعليقات مغلقة.