Estimated reading time: 12 minute(s)
موسكو – أحمد فايز
هي من أكثر المدن شعبية في مدن الطوق الذهبي لروسيا بسبب ما تحتويه على الكثير من الآثار المعمارية الرائعة مثل كنيسة العذراء الخشبية، وبيت السفينة، وكنيسة الصعود الخشبية التي أنشئت في نهاية القرن الثاني عشر، والتي تعتبر من أهم المعالم السياحية في المدينة، ويوجد بها الكثير من المتاحف، مثل متحف الفن التطبيقي، ومتحف بوريلين إيفانوفو للتاريخ الروسي، كما تشتهر ببيوتها التاريخية مثل: بيت متحف عائلة بوبنوف وقصورها الفخمة كقصر بوريلين، بالإضافة إلى أنها تحتوي على الكثير من غابات الصنوبر الكثيفة وغابات البتولا، وتقع بين نهري الفولجا وكليازما، على بعد 300 كيلومتر من موسكو ويصل تعداد سكانها إلى أكثر من 500 ألف نسمة.
يطلق عليها “مانشستر الروسية”، فهي المدينة الأشهر في صناعة النسيج في روسيا، تم تأسيس أول مصنع لصناعة النسيج فيها عام 1710 م، واشتهرت بجودة الأقمشة الكتانية والقطنية التي كانت تنتجها، وكانت مركزًا لزراعة الكتان وتصنيعه في عهد الإمبراطورية الروسية، وأيضا تعرف “بمدينة العرائس” ففي القرن17 انتشرت أسطورة تقول “أن لعنة حلت على المدينة، بسبب العدد المتزايد من المواليد الإناث، وراح السكان يبحثوا عن سبل لتحقيق توازن بين المواليد لكن دون جدوى، ومع حاجة المدينة للأيدي العاملة، انخرطت الفتيات في العمل بمصانع النسيج الشهيرة في إيفانوفو، وباتت تسمية “مدينة العرائس” هوية تعرف بها المدينة حتى وقتنا هذا، وتلقب كذلك “بمدينة الطلاب”، وذلك لوجود مجموعة كبيرة من الجامعات الحكومية في المدينة منها على سبيل المثال جامعة إيفانوفو الحكومية للهندسة المعمارية، وأكاديمية إيفانوفو الحكومية للعلوم الطبية، وأكاديمية إيفانوفو الحكومية للنسيج، وجامعة إيفانوفو الحكومية وغيرهم، في السطور التالية نتعرف على أهم وأشهر المعالم السياحية في مدينة إيفانوفو.
نبذة تاريخية:
تأسست المدينة إيفانوفو عام 1871م، بأمر من الإمبراطور ألكسندر الثاني، بضم قرية فوزنيسينسك مع قرية إيفانوفو، وقد أطلق اسم ايفانوفو – فوزنيسينسك على المدينة الجديدة، وأصبحت مركزًا لزراعة الكتان وتصنيعه في عهد الإمبراطورية الروسية، وفيما بعد اشتهرت هذه المدينة في داخل الإمبراطورية وخارجها بشكلٍ كبير، ذلك يعود إلى جودة الأقمشة الكتانيّة والقطنيّة التي تنتجها، وأطلق عليها اسم إمبراطورية القطن، واقع الأمر أن من يرجع له الفضل فى ذلك هو الإمبراطور بطرس الأكبر الذي انتبه للمزايا الزراعية والصناعية مبكرًا، الممكن الحصول عليها من هذه المدينة، ممّا دفعه إلى استدعاء خبراء متخصصين في هذا المجال من هولندا بهدف بناء مصانع لإنتاج الأقمشة، وبقي اسم إيفانوفو – فوزنيسينسك حتى عام 1932، ثم ألغي الاسم الثاني وبقي الاسم الأول فقط.
أهم وأشهر المعالم السياحية فى مدينة إيفانوفو:
تشكل المدينة بقصورها ومتاحفها شاهد على عدة قرون، أهمها قصر الكونت شيرميتوف، وجارتشاييف، بروكوف، جارنين، فيتوف، بالوشين، وقصر ومتحف عائلة تسفيتايف، الذي شيد في أواسط القرن التاسع عشر، وسكنته عائلة الشاعرة الروسية الشهيرة مارينا تسفيتاييفا، وبعد ثورة أكتوبر، انتقل إلى ملكية الدولة وحولته إلى متحفًا يتضمن جميع مقتنيات وأدوات عائلة تسفيتاييف.
1. متحف بوريلين إيفانوفو للتاريخ الروسي (متحف نسيج إيفانوفو):
يعد تحفة من تحف فن العمارة في بداية القرن العشرين ويحتوي المتحف على مجموعة فريدة من الأنسجة، جمعت في نهاية القرن التاسع عشر، وبه معرض دائم عنوانه “النسيج في إيفانوفو الماضي والحاضر”، يشرح تطور صناعة الغزل والنسيج في المنطقة من العصور القديمة إلى يومنا هذا، ويحتوى على مجموعة نادرة من العملات القديمة من مختلف بلدان العالم، ومكتبة تحتوى على أهم كتب كبير الروائيين الروس ليو تولستوي، افتتح عام 1914 م، وسمي تكريمًا لمؤسس المتحف وصائد الأقمشة النادرة، وجامع العملات المعدنية القديمة “ديمتري بوريلين”، ويقع المتحف في قصره.
2. متحف الفن التطبيقي:
ويعتبر المتحف كنز حقيقي لأي شخص مهتم بالفنون الجميلة والتحف، ويضم المتحف مجموعة كبيرة تصل إلى حوالي أكثر من 30 ألف معروض مختلف من الفنون الزخرفية ومنتجات الحرف اليدوية، بما في ذلك الأثاث والخزف والأعمال الفنية والمنحوتات، يقع المتحف على بعد أمتار قليلة من قلعة ميخايلوفسكي وميدان المريخ، وتم إنشاء المتحف لتوفير فرص تعليم الفن، كي يكون حافز للأجيال القادمة من الفنانين والمصممين الروس.
3. منزل متحف عائلة بوبنوف:
هو نوع نموذجي من التطوير السكني في إيفانوفو في بداية القرن التاسع عشر، منزل ذو طابق نصفي، تم بناؤه عام 1806م، وبحلول نهاية ثمانينيات القرن التاسع عشر، انتقل إلى ملكية عائلة بوبنوف، حيث عاشت عدة أجيال من العائلة، انتقلت ملكيته للدولة عام 1976م.
4. مسجد إيفانوفسكايا:
هو المسجد الإسلامي الوحيد في المدينة، تم بناء المسجد في عام 2003 بأسلوب حديث من الطوب الأحمر، تتوج القبة والجزء العلوي من المئذنة بالهلال، ويحيط المدخل الرئيسي بقوس ضخم.
في زمن الإتحاد السوفييتي، كان يكفي أن يكون اسم رجل إيفان، واسم العائلة إيفانوف، ليصبح تعبيرًا عن البلد بأسرها، فكثيرون جدًا في روسيا يحملون الاسم واسم العائلة نفسه.
هذه السلسلة من المقالات عن السفر والسياحة في روسيا تحت نافذة “روسيا التي لا تعرفها” تنشرها صحيفة الأحساء اليوم، بالتعاون مع المرشد السياحي أحمد فايز، وهو مصري عربي روسي، يعيش في موسكو منذ أكثر من 25 عامًا، ويعمل هناك مرشدًا سياحيًا باللغة العربية؛ وتهدف إلى إثراء الحصيلة المعرفية للقارئ العربي ومساعدته على التعرّف على روسيا عن قرب.
التعليقات مغلقة.