Estimated reading time: 12 minute(s)
موسكو – أحمد فايز
يُعد مستودع أسلحة الكرملين الواقع داخل أسوار الكرملين، واحداً من أقدم وأغنى المتاحف فى روسيا، حيث تُعرض فيه الكنوز والنفائس الروسية التي تم الاحتفاظ بها على مر العصور، ويتكون أساس مجموعة المتحف من الأشياء الثمينة التي حفظت في الخزانة الملكية والخزانة البطريركية لقرون عدة؛ صنعت في ورش الكرملين، ومن بينهم: كراسي العرش، وتيجان القياصرة والعربات الامبراطورية، والأسلحة والدروع الاحتفالية، وكؤوس ومباخر ذهبية وفضية، إضافة إلى الهدايا الفاخرة التي قدمها السفراء الأجانب من الملوك الأوروبيين والسلاطين العثمانيين إلى القياصرة الروس، والتي قام بصناعتها أمهر الحرفيين، لكن لماذا أطلق عليه اسم مستودع أسلحة الكرملين؟ وما هي قصته؟.. هذا ما سنتعرف عليه فى السطور التالية:
تاريخ الإنشاء والاسم:
أنشئ مستودع أسلحة الكرملين في عام 1851م، بأمر من “الإمبراطور نيكولاي الأول”، الذى كلف المهندس المعماري “قسطنطين تون”، حيث أُلحق المبنى الجديد للمتحف بقصر الكرملين الكبير، واستغرق البناء عامين (1849- 1851م)، وقد تم بناؤه في مكان مخزن السلاح وورش العمل الخاصة بالكرملين ففيها كانت تصنع الأسلحة الاحتفالية والأدوات المنزلية الثمينة للقياصرة منذ القرن السادس عشر، والتي قام بعملها أفضل الحرفيين، وأشهر الفنانين؛ لذلك ارتبط باسم متحف الأسلحة، ويحتوي على 4000 تحفة فنية وأثرية موزعة على طابقين في تسع قاعات.
الطابق الأول وبه 4 قاعات:
قاعة الملابس الثمينة: يُعرض فيها مجموعة من ملابس القياصرة الرسمية التي ارتدوها عند التتويج على العرش، وكانت تُصنع من الحرير المُطرز باللؤلؤ، وفساتين زوجاتهم ذات الأقمشة الثمينة التي ارتدوها في هذه المناسبة الاحتفالية، إضافة إلى مجموعة من الصاكوص “رداء البابا الروسي ” منذ العصور الوسطى وحتى القرن الـ(19).
قاعة العرش والتيجان:
أولًا كراسي العرش: في هذه القاعة نشاهد عددًا من كراسي العرش، ومنها عرش مصنوع من العاج المحفور بالكامل من القرن الـ(15)، وآخر مصنوع بتصميم شرقي ومزخرف بنحو 1500 حجر كريم و8كجم من الذهب الصافي، وعرش هو الأكثر أناقة بين العروش؛ مصنوع من خشب الصندل ومبطن بصفائح ذهبية وفضية؛ به بما يقرب من 900 قطعة من الماس الهندي القديم، وكمية هائلة من حجر الفيروز، جلبته شركة تجارية أرمنية إلى موسكو، واشتراه منهم القيصر أليكسي ميخائيلوفيتش رومانوف.
تيجان العرش: والتي يعرض فيها مجموعة من التيجان المرصعة بالذهب والفضة والماس والفرو الطبيعى من القرنين (الرابع عشر -السابع عشر)، والتى كان يرتديها القياصرة في الاحتفالات الرسمية وحفلات الزفاف الملكية، والاستقبالات الدبلوماسية، هذا إضافة إلى الأوشحة الذهبية والقلادات، والصولجان الذهبي المُطعم بالماس والأحجار الكريمة، كل قطعة هنا من هذه المجموعة، نادرة الجمال والحرفية.
قاعة الخيالة: يوجد بها عدد من الأحصنة المحنطة التي تحمل دروعًا والتي كانت تستعمل في الموكب الرسمي للقيصر السير أمام القيصر، حيث كان التقليد يحتم سير 100 حصان أمام القيصر.
قاعة عربات القياصرة: هذه القاعة يوجد بها 17 عربة تجرها الخيول، تخص القياصرة ويرجع تاريخها إلى القرنين السادس عشر والثامن عشر، تم استخدامها في مواكب التتويج، وخلال أهم احتفالات الدولة؛ مصنعة من أغلى الأخشاب وأرقى الأقمشة وفوق كل عربة يوجد تاج العرش الروسي، قام بتصنيعها وزخرفتها أساتذة من أكبر المراكز الفنية في روسيا وأوروبا الغربية؛ في موسكو وسانت بطرسبرج، وفيينا، وبرلين، وباريس، ولندن.
ننتقل إلى الطابق الثاني والذي يحتوي على أجمل ما يمكن أن تراه العين من المشغولات والمصنوعات الذهبية والفضية الروسية المصنعة في القرن الثاني عشر الميلادي وحتى القرن العشرين.
الطابق الثانى وبه 5 قاعات:
القاعة 5: تحتوي على أهم كنوز الأمراء والقياصرة من أيقونات، وكؤوس، ومباخر ذهبية، وأناجيل مرصعة بأحجار الزمرد من القرن الـ(12) وحتى الـ(15).
القاعة 6: تحتوي على مصنوعات ذهبية وفضية من القرن الـ(15) إلى الـ(18)، وأهمها البيض الإمبراطورى (هدايا الإمبراطور لزوجته في عيد القيامة) للصائغ الأشهر في العالم “بيتر كارل فابرجيه”.
القاعة 7: وفيها يتم عرض الأسلحة الاحتفالية الأوروبية والشرقية والسيوف التركية والإيرانية المطعمة بالألماظ، وملابس للفرسان من العصور الوسطى الأوروبية في القرنين الـ(15-19).
القاعة 8: وهي قاعة خاصة بالأسلحة الروسية وغنائم موقعة بولتافا (عام 1709م)، ومفتاح مدينة ريجا الذهبي الذي يزن 600 جرام من الذهب، وتبرز أعلى السقف 35 صورة لقياصرة عائلة رومانوف الذين عملوا على بناء الإمبراطورية الروسية.
القاعة 9: وتعرض أطقمًا من الذهب والفضة الأوروبية الغربية والتي قُدمت كهدايا عبر السفراء الأجانب لدولة روسيا وقياصرها في القرنين الـ(13 و19).
إن التجوال في متحف الأسلحة بالكرملين لهو فرصة عظيمة لعشاق التاريخ، ولمتذوقي الفنون.
أيام ومواعيد عمل المتحف:
من الساعة 10:00 حتى الساعة 17:00
مكتب التذاكر 09:30 حتى 16:30
يوم عطلة – الخميس
هذه السلسلة من المقالات عن السفر والسياحة في روسيا تحت نافذة “روسيا التي لا تعرفها” تنشرها صحيفة الأحساء اليوم، بالتعاون مع المرشد السياحي أحمد فايز، وهو مصري عربي روسي، يعيش في موسكو منذ أكثر من 25 عامًا، ويعمل هناك مرشدًا سياحيًا باللغة العربية؛ وتهدف إلى إثراء الحصيلة المعرفية للقارئ العربي ومساعدته على التعرّف على روسيا عن قرب.
طباعة
التعليقات مغلقة.