“أوستانكينو”.. أطول برج للإذاعة والتليفزيون في أوروبا

Estimated reading time: 11 minute(s)

موسكو – أحمد فايز

برج تلفزيون أوستانكينو هو الرمز الرئيسي للتلفزيون الروسي ووجهة جذب سياحي مهمة في موسكو.. إنه أطول مبنى قائم بذاته في أوروبا يصل ارتفاعه إلى 540 مترًا فوق سطح الأرض، وهو أيقونة معمارية فريدة من نوعها ليس فقط في موسكو بل وفي العالم، أنشأه المهندس “نيقولاى نيكيتن”، وتم افتتاحه عام 1967م، في أثناء الاحتفالات بالذكرى الخمسين للثورة البلشفية، وهو مُدرج على قائمة الاتحاد العالمي للأبراج الكبيرة، وأصبح بناء هذا المبنى رمزًا للتقدم العلمي والتقني، وأظهر تفوق الاتحاد السوفياتي على الغرب والولايات المتحدة الأمريكية في أثناء الحرب الباردة.

سمي البرج على اسم منطقة أوستانكينو المحيطة بموسكو حينها، واستوحى مهندس البرج فكرته من زهرة الزنبق (زهرة الزنبق المقلوبة ذات الساق السميكة وأربعة أرجل بتلات)، وتبلغ مساحة مبنى البرج 15000 متر مربع، ويتكون البرج من ثلاثة أجزاء من الأساسات، وجذع خرساني مقوى بارتفاع 385 مترًا، ودعم أنبوبي من الصلب طوله 155 مترًا للهوائيات، ويصل وزن الأساس 55 ألف طن، ومساحة الأساس محدودة بحلقة قطرها 60 مترًا، ومركز الثقل يقع على ارتفاع 110 أمتار؛ لذا لا يخرج ذلك المركز أبدُا عن إطار الأساس على الرغم من ارتفاع البرج الشاهق، وتم تركيب أجهزة البث الإذاعي والتلفزيوني والاتصالات وأجهزة خدمة الأمن، ومجمع الأرصاد الجوية على قمة البرج، وتوجد به العديد من المنصات الدائرية والشرفات، أما الطابق الأرضي فيوجد به معرض عن تاريخ البرج ومراحل بنائه، وهو مزود بخمسة مصاعد رئيسية تتمكن من الوصول إلى أعلى نقطة في البرج خلال 58 ثانية فقط، وبلغت التكلفة الإجمالية لإنشاء هذا البرج 65 مليون دولار.

تاريخه:

وضع حجر الأساس للبرج في عام 1963م واكتمل في عام 1967م، وتمكن المهندسون الروس من إنشاء هذا البرج بالتعاون بين أكثر من 40 مؤسسة هندسية وعلمية وعشرات من منظمات البناء التى شاركت فى البناء، ويعد برج أوستانكينو ثامن أعلى الأبراج في العالم، وهو مُدرج على قائمة الاتحاد العالمي للأبراج الكبيرة، عندما بدأ التشييد وبعد وضع مخططات المشروع كان ارتفاع البرج الأساسي 520 مترًا، لكنه ازداد فيما بعد إلى 540 مترًا بفضل الأجهزة الجديدة والهوائيات، وفي عام 2000 احترقت ثلاثة طوابق في البرج على ارتفاع 460 م، لكن تم إعادة ترميمه مرة أخرى، وافتتح من جديد في 2008.

نبذة عن مهندس البرج:

مهندس البرج “نيقولاى نيكيتن” شارك في تصميم المبنى الرئيسي لجامعة موسكو الحكومية على تلال لينين (سبارو حاليًا)، واستاد لينين المركزي (استاد لوجنيكي)، وفي سنوات ما بعد الحرب قام بتطوير هياكل متجانسة لترميم المصانع المدمرة، وعمل لاحقًا في أنواع صناعية جديدة من المباني السكنية الجماعية في روسيا، وشارك في بناء النصب التذكاري “الوطن الأم” في مدينة فولغوغراد، وعندما سئل عن كم هو العمر الافتراضي لبرج أوستانكينو؟ فكانت إجابته أنه سيبقى لمدة لا تقل عن ثلاثمائة عام على الأقل.

زيارة برج تلفزيون أوستانكينو:

هذا، وتعتبر زيارة البرج والاستمتاع بمشاهدة مدينة موسكو من فوق البرج من أمتع الرحلات وأشهرها، حيث إن منصات المراقبة في برج تلفزيون أوستانكينو هي المكان الوحيد الذي يمكنك من خلاله مشاهدة جميع المعالم السياحية في العاصمة في نفس الوقت، كما أن تجربة الوقوف على سطح المراقبة على الأرضية الزجاجية والاستمتاع بالنظر مباشرة للأسفل بين قدميك من على ارتفاع 337 م سيكون أمرًا مثيرًا لابد من تجربته، وأيضًا الاستمتاع بمشاهدة مناظر جوية جيدة لحديقة فادنخا والنصب التذكاري للجنرال شارل ديجول رئيس الجمهورية الفرنسية السابق أمام فندق كوزموس، يوجد أيضًا على ارتفاع 350 متر المطعم الدوار، والذى يطلق عليه اسم “السماء السابعة”، حيث يمكن تناول أشهى المأكولات الروسية أو الشرقية مع الاستمتاع بمشاهدة كل موسكو من أعلى.

كيف تصل إلى برج أوستانكينو:

يمكنك ركوب المترو للوصول إلى البرج حتى محطة مترو فادنخا أو بالتاكسي؛ لكن لا تنسي جواز سفرك فهو ضرورى يجب عليك إبرازه حتى يُسمح لك بتجاوز السياج المحيط، حتى لو كان لديك تذكرة مدفوعة مسبقًا.

يُسمح للزوار بالدخول والصعود على دفعات.

تباع التذاكر عن طريق الموقع الإلكترونى الخاص بالبرج.
مواعيد العمل:

يوميًا من الساعة 10 صباحًا حتى 11 مساءً .

يفتح مكتب التذاكر من (9:15) صباحًا حتى (9:55) مساءً.

العنوان:

روسيا، موسكو، شارع الأكاديمي كوروليف، 15، المبنى (2).

الموقع الإلكترونى:
www.tvtower.ru/en

هذه السلسلة من المقالات عن السفر والسياحة في روسيا تحت نافذة “روسيا التي لا تعرفها” تنشرها صحيفة الأحساء اليوم، بالتعاون مع المرشد السياحي أحمد فايز، وهو مصري عربي روسي، يعيش في موسكو منذ أكثر من 25 عامًا، ويعمل هناك مرشدًا سياحيًا باللغة العربية؛ وتهدف إلى إثراء الحصيلة المعرفية للقارئ العربي ومساعدته على التعرّف على روسيا عن قرب.

التعليقات مغلقة.