جولة سياحية في حديقة النصر بموسكو

Estimated reading time: 11 minute(s)

موسكو – أحمد فايز

حديقة النصر في موسكو هي مجمع معماري تذكاري مهيب يضم العديد من الأشياء ذات القيمة المعمارية والتاريخية، افتتحت في 9 مايو 1995؛ بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ(50) للانتصار في الحرب الوطنية العظمى (1945-1941) أو الحرب العالمية الثانية،المجمع التذكاري وهندسته المعمارية له رمزية عميقة، فهو يعكس عظمة الإنجاز الذي حققه الشعب الروسي والتجارب غير المسبوقة التي مر بها في حرب مروعة راح ضحيتها نحو 27 مليون مواطن روسي، وتبلغ المساحة الإجمالية مليون و350ألف مترمربع، وتقع على تلة عالية في جنوب غرب موسكو يطلق عليها بالروسية “بوكلونايا جورا”، وتعنى مرتفعات الركوع، ففي العصور القديمة كان القادم إلى موسكو يستطيع أن يرى سورالمدينة البيضاء (الكرملين) المليئة بالكنائس عن بُعد، فكان يركع في هذا المكان تقديرًا وإحترامًا للكنائس قبل دخول المدينة، وأيضًا هي المكان الذي وقف عليه نابليون بونابرت ينتظر مفاتيح المدينة في عام 1812 عند محاولتة غزو روسيا، وهي مكان تقام فيه المهرجانات الشعبية في أيام العطلات، ويهرع إليها سكان المدينة وضيوف العاصمة للتنزه وركوب الزلاجات والدراجات الهوائية، ويأتي المتزوجون حديثًا إليها لالتقاط الصور التذكارية.. في السطور التالية نتجول في حديقة النصر ونتعرف على معالمها، ونبدأ الجولة في الشارع الرئيسي المتجه إلى النصب التذكاري الرئيسي للحديقة وأول ما نراه:

النوافير التي تزين المنتزه:

زين الشارع الرئيسي للحديقة بـ 1418 نافورة ويعكس عددها عدد أيام الحرب، وتقع على خمسة مصاطب مائية كل منها يجسد عام الأعمال العدائية، في المساء، عندما يحل الظلام، تضاء النوافير ويملأ اللون الأحمر للنوافير شلالات المياه، والتي ترمز إلى دم المدافعين عن الوطن، ويأتى على يسار النوافير كنيسة القديس جورج المنتصر.

كنيسة القديس جورج المنتصر :

تعتبر كنيسة القديس جورج المنتصر مزارًا حقيقيًا لمنتزه النصر، تم وضعه بالقرب من النصب التذكاري في 9 مايو 1994،تم تكريس الهيكل في 6 مايو 1995 من قبل أليكسي الثاني، قداسة بطريرك موسكو، ونصل إلى الساحة الرئيسية والتي نرى فيها نصب النصر النصب التذكاري الرئيسي للحديقة.

نصب النصر:

النصب التذكاري الرئيسي للحديقة هو نصب النصر، وهو عبارة عن مسلة مثلثة يبلغ ارتفاعها 141.8 م، يعكس ارتفاعها عدد أيام الحرب العالمية الثانية، وتزن ألف طن، مغطاة بنقوش بارزة من البرونز، وعلى ارتفاع 104 أمتار يوجد منحوتات للإلهة نايكي واثنين من الملائكة، ويوجد أسفل المسلة تمثال تعبيري للقديس مارى جرجس، ثم بعد ذلك يمكننا الاتجاه إلى متحف الحرب الوطنية العظمى.

متحف الحرب الوطنية العظمى:

متحف الحرب الوطنية العظمى هو المبنى المركزي في حديقة النصر، هو نصب تذكاري فريد لشجاعة الجندي والعمل البطولي للأمة بأكملها، يتكون من معرض عسكري تاريخي يصور تاريخ سنوات الحرب ومعرض فني، عامل الجذب الرئيسي للمتحف هو الديوراما (ستة مؤلفات)، كل منها مخصص لواحدة من أهم معارك الحرب الوطنية العظمى، المتحف مزود بنظام البحث الآلي “كتاب الذاكرة”، الذي يساعد في العثور على المعلومات الخاصة بالمفقودين، وبعد الانتهاء من جولة داخل المتحف، يمكن الانطلاق إلى المعبد اليهودي.

المعبد اليهودي:

يعتبر المعبد اليهودي التذكاري ومتحف الهولوكوست جزءًا آخر من المجمع المعماري، تم افتتاح هذا المعبد في سبتمبر 1998 كذكرى لستة ملايين يهودي ماتوا نتيجة قمع الغزاة الفاشيين، هذا هو المتحف الوحيد من نوعه في روسيا، الذي تتحدث معارضه عن مساهمة اليهود في الثقافة الروسية، ومنه نتجه إلى الكنيسة الكاثوليكية.

كنيسة كاثوليكية:

تخليدًا لذكرى المتطوعين من إسبانيا الذين لقوا حتفهم خلال الحرب؛ قررت الحكومة الروسية بناء كنيسة كاثوليكية للتأكيد على مفهوم الشجاعة التي لا مثيل لها لهؤلاء الجنود الشجعان أيا كانت ديانتهم، ومنها نتحرك إلى المسجد التذكاري.

المسجد التذكاري:

افتتح المسجد في يوم الذكرى 850 لموسكو في 6 سبتمبر 1997، المسجد هو تكريم لذكرى المسلمين الذين لقوا حتفهم نتيجة الأعمال العدائية في 1941-1945، وبعد الانتهاء من الصلاة يمكن الاتجاه إلى متحف المعدات العسكرية.

متحف المعدات العسكرية:

متحف ضخم للمعدات العسكرية تحت السماء المفتوحة يحتل الركن الجنوبي الغربي الواسع للحديقة يتم عرض أكثر من 300 عينة من الدبابات والطائرات 32 طرازًا، أقدمها يبلغ من العمر 94 عامًا، وأصغرها يبلغ 31 عامًا، ومدافع الهاوتزر ومدافع الهاون والمدافع المضادة للطائرات الألمانية من الحربين العالميتين الأولى والثانية وما إلى ذلك، والمركبات القتالية الألمانية ومعدات الدول الأخرى المشاركة في الحرب.

نتمنى أن تكونوا قضيتم وقتًا ممتعًا خلال جولتنا في حديقة النصر في موسكو وإلى جولات أخرى جديدة -إن شاء الله-.

هذه السلسلة من المقالات عن السفر والسياحة في روسيا تحت نافذة “روسيا التي لا تعرفها” تنشرها صحيفة الأحساء اليوم، بالتعاون مع المرشد السياحي أحمد فايز، وهو مصري عربي روسي، يعيش في موسكو منذ أكثر من 25 عامًا، ويعمل هناك مرشدًا سياحيًا باللغة العربية؛ وتهدف إلى إثراء الحصيلة المعرفية للقارئ العربي ومساعدته على التعرّف على روسيا عن قرب.

التعليقات مغلقة.