يوم في مدينة تولا

Estimated reading time: 12 minute(s)

موسكو – أحمد فايز 

مدينة تولا الهادئة الجميلة هي مدينة خبز الزنجبيل اللذيذ والسماور المطلي والبنادق الموثوقة، وتبعد عن موسكو مسافة ساعتين بالسيارة، يوجد في تولا متاحف مثيرة للاهتمام ومصانع بناء الآلات، وبيوت خبز الزنجبيل والذي يطلق عليه بالروسية “تولسكى بيرانكى” نسبة إلى مدينة تولا، وهناك شيء آخر تستمتع بمشاهدته في تولا: مثل قباب أبراج الكنائس الأرثوذكسية، والسهول الخضراء التي لا نهاية لها وبساتين البتولا، والعقارات الفخمة، والمتنزهات الرائعة، من المؤكد أنك ستقع في حبها بعد زيارتها، إذا كان لديك فقط يوم واحد وتريد أن تتعرف على هذه المدينة الساحرة! فيما يلي نقدم لك برنامجًا مختصرًا يمكن اتباعه لتحقيق الاستفادة القصوى والاطلاع على أبرز معالمها خلال يوم واحد.

في البداية وبعد الوصول؛ يمكن استكشاف الجزء التاريخي من تولا ونبدأ “بكرملين تولا” في مركز المدينة.

 

زيارة كرملين تولا:

بعد الوصول إلى مدينة تولا يمكن التوجّه مباشرة إلى مركز المدينة، حيث يمكن استكشاف الجزء التاريخي من تولا وأقدم مبنى في المدينة “كرملين تولا”، والدخول مجاني، وهو عبارة عن نصب تذكاري لفن العمارة الروسية في القرن السادس عشر، وكان يعد موقعًا دفاعيًا مهمًا للدولة الروسية لسنوات عديدة، تم بناؤه في عهد القيصر “إيفان الرهيب” للدفاع ضد غارات تتار القرم، وهو محاط بجدار من الطوب الأحمر له 9 أبراج و4 بوابات، يوجد داخل الجدار أروقة تسوق بها هدايا تذكارية ومتحف خاص صغير “خبز الزنجبيل الدولي”، هنا يمكنك مشاهدة كل من تقاليد البناء الروسية الكلاسيكية والأوروبية، بعد الانتهاء من زيارة كرملين تولا تخرج منه إلى ضفة نهر أوبا وجسر كازانسكايا.

 

ضفة نهر أوبا وجسر كازانسكايا:

هي منطقة حديثة ذات مناظر طبيعية جذابة، من ناحية، سيكون أمامك قناة نهر “أوبا”، ومن ناحية أخرى جدران الكرملين،  توجد أسطح خشبية على طول المياه وأراجيح وأماكن للاسترخاء وشرفات المراقبة، كذلك توجد مسارات للدراجات، والسمة المميزة لهذه المنطقة هي إمكانية التقاط صور بانورامية ممتازة للكرملين ونهر أوبا ،وعند نهاية أسوار الكرملين ينفتح أمامك  شارع “ميتاليستوف” من أشهر شوارع للمشاة فقط.

 

شارع ميتاليستوف:

هذا جزء آخر من المركز التاريخي للمدينة، يمتد من أسوار القلعة إلى ساحة مصنع تولا آرمز، حيث توجد قصور تجارية مُرمّمة تعود إلى القرنين 19-18، ويوجد داخل القصور متاجر للهدايا التذكارية ومقاهي ومطاعم، وهو شارع جميل للاسترخاء وشرب القهوة، وتجربة خبز الزنجبيل اللذيذ، بعد استكشاف الجزء التاريخي من تولا، يمكنك الذهاب إلى الضفة اليمنى لنهر أوبا حيث يقع متحف الأسلحة.

 

متحف الأسلحة:

يجذب متحف الأسلحة الانتباه بهندسته المعمارية من بعيد في الشكل، فهو يشبه خوذة بطولية، وفيه توجد أغنى مجموعة من الأسلحة، وتعود أقدم المعروضات الموجودة فيه إلى القرن الرابع عشر، وفي السابق كان المتحف يقع في مصنع أسلحة ولم يتمكن الجميع من زيارته، حاليًا هو متاح للجميع، وفيه يمكن رؤية سيف الضابط بزخرفة نباتية، ومسدس مبارزة بنقش أنيق، وبندقية صيد مرصعة بالذهب وأكثر من ذلك بكثير، هناك أيضًا أسلحة حديثة، فضلًا عن مجموعة من الميداليات والمنشورات والزي العسكري من عهود مختلفة، ثم بعد ذلك  يمكن الاتجاه لتناول الغداء في أكثر الأماكن شهرة لالتقاط صور للإنستجرام منطقة “إيسكرا”.

 

منطقة” إيسكرا”

إذا كنت تبحث عن أكثر الأماكن شهرة لالتقاط صور للإنستجرام وغداء شهي في تولا، فيمكن الاتجاه مباشرة إلى منطقة تسمى “إيسكرا”، حيث الجدران القديمة لمباني ما قبل الثورة البلشفية، وأجواء مريحة، والموسيقى الممتعة، والأشياء الفنية التي يتم تحديثها كل موسم، ومناطق الصور والفيديو، والعديد من المطاعم في المنطقة والتي تقدم المأكولات الشهية من البلدان المختلفة، في المساء، يكتسب هذا المكان سحرًا أكبر ويزداد جمالًا، يمكنك مقابلة أصحاب الأعمال الحرة ورجال الأعمال الذين لديهم أجهزة كمبيوتر محمولة تعمل في الهواء الطلق، إضافة إلى ذلك، يقوم المصورون المحترفون كل يوم بإحضار عملائهم هنا لالتقاط كمية كبيرة من الصور، كل شيء هنا يتحرك، ولكن ليس عبثًا، بل في اتجاه محسوب وإيجابي وإبداعي، يقع هذا المكان المذهل عند تقاطع شارعين تاريخيين: بلاجوفيشنيسكى، وسوفيتسكايا، إذا توفر لك وقت يمكن زيارة متحف “تولا سماور”.

 

متحف “تولا سماور”:

ستشاهد السماور المصنوعة من النحاس والخزف ولحاء البتولا وحتى السكر، هناك مزهريات وأواني قهوة على شكل السماور، يمكنك أيضًا مشاهدة ساموفار العائلة الامبراطورية الروسية.

 

كيف تصل إلى تولا:

من موسكو إلى تولا، من الأفضل الذهاب عن طريق قطار “لاستيتشكا” من محطة سكة حديد “كورسك”، هذا هو الخيار الأكثر راحة، وقت السفر ما يزيد قليلاً على ساعتين، أو بسيارة خاصة.

هذه السلسلة من المقالات عن السفر والسياحة في روسيا تحت نافذة “روسيا التي لا تعرفها” تنشرها صحيفة الأحساء اليوم، بالتعاون مع المرشد السياحي أحمد فايز، وهو مصري عربي روسي، يعيش في موسكو منذ أكثر من 25 عامًا، ويعمل هناك مرشدًا سياحيًا باللغة العربية؛ وتهدف إلى إثراء الحصيلة المعرفية للقارئ العربي ومساعدته على التعرّف على روسيا عن قرب.

التعليقات مغلقة.