يوم في مدينة” تفير” أهم مراكز الثقافة الروسية

Estimated reading time: 11 minute(s)

موسكو – أحمد فايز

تفير هو خيار رائع لرحلة ليوم واحد، فهي واحدة من أهم مراكز الثقافة الروسية بتاريخها العريق وإنجازاتها المعاصرة، فعلى بعد 165 كم من العاصمة موسكو وعلى الطريق الواصل بين موسكو وسانت بطرسبورغ تظهر بكامل جمالها، هذه المدينة الروسية التي لم يمل المؤرخون من ذكرها لدورها الجوهري الذي لعبته في تاريخ الأمة، سحر المقاطعة الروسية المليئة بالماضي التاريخي الغني ينتظر كل من يقرر الذهاب إلى تفير، المدينة لطيفة ومريحة على ضفاف نهر الفولغا ومصدر إلهام، يعود تاريخها لأكثرمن 10 قرون؛ حيث كانت مدينة تفير الروسية القديمة ذات يوم مركزًا لإمارة تفير القوية، والتي تنافست مع إمارة موسكو على القيادة، لكن في عام 1485، خسرت تفير وأصبحت جزءًا من إمارة موسكو وتعد مدينة تفير الحديثة مركزًا سياحيًا مهمًا في روسيا، حافظت على العديد من القصور التاريخية في القرن الثامن عشر، كما تحظى المعابد التي تعود إلى القرن السابع عشر بأهمية كبيرة، حيث تم ترميمها وحفظها في حالة جيدة، داخل تفير ترتدي ضفافها سدودًا خلابة، حيث تم إنشاء مناطق ذات مناظر طبيعية للاستجمام والمشي، وإلقاء جسور مذهلة عبر النهر.. في هذا المقال أهم المعالم السياحية وكيفية الوصول إليها.

قصر السفر الإمبراطوري:

بني القصر في القرن الثامن عشر خصيصًا لأفراد العائلة الإمبراطورية، سافروا من سانت بطرسبرغ إلى موسكو وتوقفوا هنا خلال الرحلة، الهندسة المعمارية للمبنى كلاسيكية مع شوائب باروكية، كانت كاترين الثانية هي أول عضو في الأسرة الحاكمة، الذي قدّر زخرفة القصر، في بداية القرن التاسع عشر، خضع القصر لعملية إعادة هيكلة كبيرة واكتسب مكانة الصالون الأدبي الذي كان يحظى بشعبية كبيرة، في فترة ما بعد الثورة البلشفية، أصبح القصر مكانًا لعقد اجتماعات مختلفة اليوم، وتجدر الإشارة إلى أن القصر عبارة عن مجمع معماري كامل يضم إضافة إلى المبنى الرئيسي مباني خارجية وحديقة القصر ومباني أخرى.

المحطة النهرية:

محطة النهر من بين المعالم الأثرية في المدينة التي تم بناؤها على طراز إمبراطورية ستالين، مبنى مستدير الشكل ومحاط برواق، يوجد برجان على جانبي الجزء المركزي، الجزء العلوي من المبنى عبارة عن بلفيدير متوج ببرج، والذي كان في السنوات السابقة بمثابة منارة للسفن العابرة، في وقت إنشاء المحطة، كان هناك طلب كبير على النقل النهري، وكان للشحن عن طريق النهر دور كبير في الاتصال، من هنا كان من الممكن الإبحار إلى قازان أو ياروسلافل أو نيجني نوفغورود أو كوستروما أو مستوطنات أخرى واقفة على ضفاف النهر الروسي العظيم، استمر النقل النهري بنشاط حتى نهاية الثمانينيات من القرن العشرين، الآن يستخدم بشكل رئيسي من قبل السياح.

شارع تريك فياتسكايا:

يمتد هذا الشارع، الذي يمر عبر المركز التاريخي لمدينة تفير، لمسافة 1.3 كم، ظهر على خريطة المدينة في عام 1763، وهو مبني بالكامل بالمنازل والقصور القديمة، يعود تاريخ جميع المباني المتبقية تقريبًا إلى نهاية القرن التاسع عشر – بداية القرن العشرين، إنها أمثلة على الطراز المعماري الكلاسيكي التقليدي في ذلك الوقت وتتميز بأقل عدد من العناصر الزخرفية، وحاليًا هو شارع للمشاة فقط، ومكان مفضل للراحة للمواطنين وضيوف المدينة.. يجذب هذا المكان الجميل والمحافظ عليه الموسيقيين والفنانين وبائعي الهدايا التذكارية.

مسجد تفير:

قد يبدو وجود مسجد للمسلمين في مدينة أرثوذكسية غريبًا، ومع ذلك، قبل أكثر من مائة عام، بني مسجد تفير في عام 1905 تحت إشراف الإمام المحلي (الزعيم الروحي المسلم) السيد برهان حسين، حيث صمّم لمجتمع مسلم صغير في تفير كان عدده نحو 300 شخص في ذلك الوقت، وأقيم حفل افتتاح المسجد في 27 أكتوبر بالتزامن مع شهر رمضان المبارك، قدم المسؤولون الحكوميون برقية تعاقدية من الإمبراطور الروسي نيكولاس الثاني مع مبلغ ضخم كتبرع للمجتمع المسلم في تفير، بعد وصول الشيوعيين إلى السلطة أغلق مسجد تفير مع المباني الدينية الأخرى في المدينة، واستخدم لأغراض مختلفة بما في ذلك المستودعات والمطاعم وغيرها، فقط بعد تفكك الاتحاد السوفياتي استعادت الجالية المسلمة المسجد وتم إعادة مظهره الأصلى.

كيفية الوصول إلى هناك:

بالقطار من موسكو من محطة سكة حديد لينينغرادسكي، تستغرق الرحلة 2.5 ساعة، في القطار فائق السرعة أو 1.5 ساعة بواسطة الباص من محطة الحافلات “البوابة الشمالية” (موسكو م. خوفرينو) وقت السفر – 3 ساعات، إضافة إلى نحو خمس رحلات جوية في اليوم، أسهل طريقة هي السير على طول الطريق السريع الفيدرالي M-11 (قسم الرسوم، وقت السفر حوالي ساعة).

هذه السلسلة من المقالات عن السفر والسياحة في روسيا تحت نافذة “روسيا التي لا تعرفها” تنشرها صحيفة الأحساء اليوم، بالتعاون مع المرشد السياحي أحمد فايز، وهو مصري عربي روسي، يعيش في موسكو منذ أكثر من 25 عامًا، ويعمل هناك مرشدًا سياحيًا باللغة العربية؛ وتهدف إلى إثراء الحصيلة المعرفية للقارئ العربي ومساعدته على التعرّف على روسيا عن قرب.

التعليقات مغلقة.