Estimated reading time: 11 minute(s)
موسكو – أحمد فايز
شبه جزيرة كامتشاتكا الواقعة في أقصى شرق روسيا، تتبع إداريًا لمديرية أقصى الشرق الفيدرالية، عاصمتها مدينة بيتروبافلوفسك، تطل من الشرق على بحر برينغ بساحل طوله 2000 كم، ومن الغرب على بحر آخوتسك بساحل طوله أيضًا نحو 2000 كم، وهي وجهة مثالية للسياح للاستمتاع بأجواء المغامرة، حيث أنها تعج بالبراكين، التي لا تزال في حالة نشطة، كما تعيش بين جنباتها دببة وحشية يزيد عددها على أعداد السكان، إضافة إلى ذلك، تزخر شبة الجزيرة بالمناظر الطبيعية الخلابة، التي تمنح السائح شعورًا بأنه سافر إلى كوكب آخر أو يشاهد إحدى القصص الخيالية المثيرة، وقد خضعت شبه الجزيرة للسيطرة السوفيتية، وكانت منطقة محظورة على الأجانب، وكانت زيارتها تستلزم الحصول على تصريح خاص من الاستخبارات السوفيتية KGB، وتشهد شبه الجزيرة زيارة العديد من السياح اليابانيين؛ نظرًا لقربها من وطنهم، وقد ازدهرت حركة السياحة في شبه جزيرة كامتشاتكا منذ ما يقرب من 20 عامًا، ويأتي معظم السياح خلال فصل الصيف على الرغم من ارتفاع تكلفة الطيران، من أجل الاستمتاع بالمناظر الطبيعية والاستحمام في الينابيع الساخنة أو في البحيرات، وخلال فصل الشتاء تقوم شركات السياحة بتنظيم جولات للتزحلق على الجليد إلى جانب الاستمتاع بالمحميات الطبيعية. فى السطور التالية نتعرف على شبه جزيرة كامتشاتكا.
أرض البراكين:
يوجد في شبه جزيرة كامتشاتكا نحو 300 بركان كبير، ولكن نسبة البراكين النشطة لا تتجاوز 10% منها، وبفضل الكثافة الفريدة من نوعها للحياة النباتية والحيوانية فقد تم إدراج شبه الجزيرة الروسية ضمن قائمة التراث الطبيعي العالمي التابع لمنظمة اليونسكو، رتقدم شركات سياحية عروضًارمُغرية للزوار، تشمل جولة لمدة يوم كامل، على متن وسائل نقل خاصة وأمينة، وبمرافقة دليل سياحي من أصحاب الخبرة والمعرفة؛ لأن الجولة على البراكين للوصول إلى قمم ما زالت حممها تغلي، عمل محفوف بالمخاطر لمن لا خبرة لديه، ومن أشهر البراكين بالقرب من المدينة بركان «أفاتشينسكي»، الأكثر نشاطًا بين البراكين الأخرى، بارتفاع يبلغ نحو 2700 م، هناك أيضًا بركان «غوريلي» أي «المحروق»، وربما أُطلق عليه هذا الاسم لأنه مغطى بحمم بازلتية بردت وكسته باللون الأسود، بينما تمتلئ فوهته بمياه تلونت بالسماوي نتيجة تفاعلها مع مواد كيماوية يطلقها البركان.
ينابيع المياه المعدنية الحارة:
عند سفوح الجبال البركانية في شبه جزيرة كامتشاتكا تنتشر ينابيع مياه معدنية حارة يزيد عددها على 250 نبعاً، تتفرع منها أنهار، وهناك 11 نوعاً من أسماك السلمون يتخذون من أنهار شبه جزيرة كامتشاتكا موطناً لهم، وهو العدد الذي يندر وجوده في أي مكان آخر في العالم، ويشتهر كافيار سمك السلمون الأحمر، المتوافر في العديد من الأماكن بشبه الجزيرة، بأنه من أشهى الأطباق في جميع أرجاء روسيا، وتشكل في بعض المناطق بحيرات حارة صغيرة، وتعتمد كامتشاتكا على مياه تلك الينابيع لتوفير الماء الساخن والتدفئة المركزية للمواطنين، وبالقرب من مدينة بيتروبافلوفسك، يمتد وادٍ كبير يُطلق عليه اسم «وادي الينابيع الحارة» بوسع السائح أن يمتع بصره فيه بنوافير ضخمة من الماء الحار تخترق جوف الأرض وتضرب عالياً في السماء بتواتر معين، ومن ثم توفر المنتجعات السياحية الكثيرة التي أُقيمت عند تلك الينابيع فرصة الحصول على حمام علاجي في ينبوع ساخن، يحتوي موادّ تساعد على علاج أمراض الأعصاب وأمراض القلب والأمراض الجلدية. وبالطبع هناك أيضاً حمامات الطين البركاني، التي تحمل هي الأخرى متعة وفوائد جمة للجسم.
دب كامتشاتكا:
هناك الكثير من السياح يأتون إلى محمية تولباتشيك الطبيعية بواسطة طائرة هليكوبتر، حيث تنتشر بقايا الأشجار على الأرض المغطاة بالرماد، وبكل تأكيد يتمكن السياح خلال الجولة من مشاهدة دب كامتشاتكا، حيث تنتشر أعداد كبيرة من الدببة في شبه الجزيرة الروسية، وتنتشر بعض المخيمات في هذه المنطقة، ويشعر السياح بالبرودة عند المبيت تحت السماء المرصعة بالنجوم في ليالي فصل الصيف، ويستغل السكان في القرى الصغيرة المنتشرة في السهول قدوم المجموعات السياحية خلال فصل الصيف لكسب دخل إضافي لهم من خلال تحويل هذه القرى إلى مخيمات حقيقية للسياح، الذين يقيمون في بيوت خشبية، إضافة إلى توفير خدمة حمام البخار الروسي المعروف باسم “بانيا” للاستحمام والاسترخاء، ولكن السياح قد يتعرضون لأسراب من البعوض المتعطش للدماء.
كيفية الوصول الى كامتشاتكا:
تقع كامتشاتكا وموسكو على بعد 6800 كم تقريبًا من بعضهما البعض؛ مما يعني أنك ستقضي حوالي 8.5 ساعة في الطيران؛ لذا ستنقلك طائرة إيروفلوت إلى موسكو في غضون 8 ساعات و5 دقائق.
هذه السلسلة من المقالات عن السفر والسياحة في روسيا تحت نافذة “روسيا التي لا تعرفها” تنشرها صحيفة الأحساء اليوم، بالتعاون مع المرشد السياحي أحمد فايز، وهو مصري عربي روسي، يعيش في موسكو منذ أكثر من 25 عامًا، ويعمل هناك مرشدًا سياحيًا باللغة العربية؛ وتهدف إلى إثراء الحصيلة المعرفية للقارئ العربي ومساعدته على التعرّف على روسيا عن قرب.
التعليقات مغلقة.