هل نمنع أطفالنا من استخدام الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي؟ أم ينبغي أن نسمح لهم بذلك؟

Estimated reading time: 15 minute(s)

كتب للأحساء اليوم : محمد السويعي

في العصر الرقمي الذي نعيش فيه حالياً، أصبحت الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، سواء كنا كبارًا أم صغارًا. الأطفال بوجه خاص معرضون لهذا العالم الرقمي. وكثيراً ما يتردد بين الآباء والأمهات السؤال، هل يجب أن نمنع أطفالنا من استخدام الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي؟ أم ينبغي أن نسمح لهم بذلك؟

ودائماً ما يقع الآباء والأمهات في حيرة من أمرهم من تحقيق رغبات أطفالهم بالسماح باستخدام هذا العالم الرقمي، وذلك خشيةً عليهم من مخاطرها وبنفس الوقت لا يرغبون بتخلف أطفالهم عن أقرانهم. فعلاً، الإجابة على هذا السؤال محير بالنسبة لنا كآباء وأمهات، وخاصةً أننا ندرك أن هناك العديد من الفوائد التعليمية للأطفال على الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، وبنفس الوقت ندرك أن هناك العديد من المخاطر الصحية ومحتويات سلوكية غير منضبطة على الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي لا نريد لأطفالنا التعرض لها. 

في هذا المقال، سأقوم بتسليط الضوء على المضار الصحية والسلوكية لاستخدام الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي على الأطفال، وكذلك سأسلط الضوء على الفوائد التعليمية التي يمكن أن يجنونها منها. سأتناول أيضًا كيفية ضبط وتنظيم استخدام الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي للأطفال بشكل يحقق التوازن بين الاستفادة والحماية.

المضار الصحية والسلوكية لاستخدام الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي على الأطفال

لا يمكن إنكار أن الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي تحمل بعض المخاطر عل الأطفال منها الصحية والسلوكية، التي يمكن أن يتعرض لها الأطفال نتيجة استخدام الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، ونفصلها كما يلي؛ أضرار صحية وأضرار سلوكية:

الأضرار الصحية:

الإصابة بالسمنة: أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين يقضون وقتًا طويلاً على الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي أكثر عرضةً للإصابة بالسمنة، وذلك لأنهم يقضون وقتًا أقل في ممارسة الأنشطة البدنية.

اضطرابات النوم: أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين يقضون وقتًا طويلاً على الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي أكثر عرضةً لاضطرابات النوم، وذلك لأنهم يتعرضون لضوء الشاشات، والذي يمكن أن يؤثر على إنتاج هرمون الميلاتونين، وهو المسؤول عن تنظيم النوم.

الاكتئاب والقلق: أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين يقضون وقتًا طويلاً على الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق، وذلك لأنهم يتعرضون لمحتوى سلبي ومثير للقلق، كما أنهم قد يشعرون بالمقارنة مع الآخرين، مما قد يؤدي إلى انخفاض احترام الذات.

الأضرار السلوكية:

التنمر الإلكتروني: التنمر الإلكتروني هو أحد أخطر المشاكل التي يمكن أن يتعرض لها الأطفال على الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، حيث يمكن أن يتعرضوا للمضايقة والتهديد والابتزاز من قبل الآخرين.

التحرش والمحتوى غير المناسب: التحرش أو الوقوع ضحية للمتحرشين من أكبر المشاكل التي يتعرض لها الأطفال على الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، حيث يمكن أن يؤدي التحرش أو التعرض لمحتوى غير مناسب أو ضار إلى تشوه فهم الأطفال للعالم والتأثير على تطورهم السلوكي.

إدمان الإنترنت: يمكن أن يعاني الأطفال من إدمان الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، وهو حالة نفسية تتميز بالتعلق الشديد، مما قد يؤدي إلى إهمال الواجبات المدرسية، والعلاقات الاجتماعية، والصحة الجسدية، والنفسية.

رغم هذه المخاطر، فإن الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي تحمل فوائد تعليمية كبيرة للأطفال. فهي تقدم مجموعة واسعة من المعرفة والموارد التعليمية التي يمكن أن تُسهم في تنمية مهارات الأطفال وتحسين فهمهم للعالم. كما تعتبر من الوسائل التعليمية الفعالة في العملية التعليمية، خاصة في ظل الظروف الطارئة مثل التي فرضتها جائحة كرونا وجعلت التعليم عن بُعد ضرورة لا مفر منها.

الفوائد التعليمية لاستخدام الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي للأطفال

هناك العديد من الفوائد التي يمكن أن يحصل عليها الأطفال من استخدام الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي في التعليم، ومنها:

الوصول إلى المعلومة: يمكن للأطفال الوصول إلى جميع المعلومات التي يحتاجونها من خلال الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك المعلومات التي لا يمكنهم الحصول عليها من الكتب المدرسية أو المعلمين.

التعلم الذاتي: يمكن للأطفال التعلم الذاتي من خلال الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، حيث يمكنهم الوصول إلى الدروس التعليمية والكتب الإلكترونية والموارد الأخرى التي تساعدهم على تعلم أي شيء يرغبون فيه.

التواصل مع الآخرين: يمكن للأطفال التواصل مع الآخرين من جميع أنحاء العالم من خلال قنوات الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، مما يمكنهم من تكوين صداقات جديدة وتعلم الثقافات المختلفة.

المشاركة في المشاريع التعاونية: يمكن للأطفال المشاركة في المشاريع التعاونية مع الآخرين من جميع أنحاء العالم من خلال الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، مما يمكنهم من تطوير مهارات العمل الجماعي وحل المشكلات.

بعدما تعرفنا على الأضرار الصحية والسلوكية وتطرقنا إلى الفوائد التعليمية لاستخدام الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي على الأطفال، نصل للإجابة على السؤال الذي يؤرقنا كآباء وأمهات؛ هل من الأفضل أن نمنع أطفالنا من استخدام الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي أم نسمح لهم باستخدامها، ولكن بضوابط معينة؟

كيف نضبط استخدام الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي للأطفال؟

هناك العديد من الأشياء التي يمكن للآباء والأمهات القيام بها لضبط استخدام الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي للأطفال، ومنها:

تحديد وقت محدد للاستخدام: يجب على الآباء والأمهات تحديد وقت محدد لأطفالهم للاستخدام اليومي للإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، حتى لا يقضوا وقتًا طويلاً في استخدامها.

مراقبة أنشطة الأطفال أثناء مزاولة إستخدامها: يجب على الآباء والأمهات مراقبة أنشطة أطفالهم أثناء إستخدام الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، حتى يتأكدوا من أنهم لا يتعرضون للمحتوى السلبي أو الخطير.

التوعية بمخاطرها: يجب على الآباء والأمهات توعية أطفالهم بمخاطر الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، حتى يتمكنوا من حماية أنفسهم من التعرض للخطر.

التحدث مع الأطفال: يجب على الآباء والأمهات التحدث مع أطفالهم عن استخدام الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، حتى يتمكنوا من فهم مخاطرها وفوائدها، وكيفية استخدامها بطريقة آمنة ومسؤولة.

في النهاية، لا يجب أن نمنع الأطفال من استخدام الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي بشكل كامل، ولكن يجب أن نجد التوازن الصحيح من خلال التوجيه والرقابة، وبذلك يمكننا ضمان أن أطفالنا يستفيدون من العالم الرقمي، دون التعرض للمخاطر وللسلبيات المرتبطة به.

محمد السويعي

مختص في إدارة تقنية المعلومات والأمن السيبراني ومهتم في أبحاث أنظمة الذكاء الاصطناعي

 

التعليقات مغلقة.