Estimated reading time: 9 minute(s)
كتب للأحساء اليوم: محمد السويعي
مَعَ اَلتَّقَدُّم التكنولوجي السريع وَالِانْتِشَار الواسع لِاسْتِخْدَام الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، أَصْبَحَتْ العديد من الظواهر الاجتماعية تأخذ مَنْحًى رقميًا جديدًا، ومن بينها ظاهرة التسول الرقمي عبر الإِنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، والتي أَصْبَحَتْ تتنامى وَتُشَكِّل تحديًا جديدًا تتطلب بَيَانَ أَضرارهِ على المجتمع على الصعيد الاقتصادي والأمني، واتباع بعض الحلول الممكنة التي قد تسهم في الحد من التسول الرقمي.
التسول الرقمي وأساليبه:
التسول الرقمي هو شَكْل جَدِيد من أشكال التسول يستخدم الإِنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لجمع الأموال بشكل غير قانوني أو الحصول على معونات مالية أو تقديم خدمات حكومية مزيفة، مثل اِسْتِصْدَار رخص القيادة، أو تسوية القروض المالية، أو إِلغاء مخالفات حكومية، أو الحصول على شهادات صحية، وغيرها. هُنَاكَ العديد من الأساليب المتنوعة التي يلجأ إليها المتسول الرقمي للحصول على الأموال بطرق غير شرعية؛ بما في ذلك نشر طلبات لجمع التبرعات للاستغلال المباشر للتعاطف والسَّخَاء، أو قد يقدم سِلَعًا أو خدمات حكومية مُزيفة كما سبق الإشارة إليها. تَكْمُن جميع هذه الأساليب في إطار الخداع والاحتيال عن طريق تقديم معلومات غير صحيحة ومضللة.
بصفةٍ عامة، التسول الرقمي يشكل غالبًا إزعاجًا للآخرين، خصوصًا للأفراد الذين يتم خِدَاعُهُم بوعود بجوائز مادية، أو عينية، أو زيادة عدد المتابعين، أو دعم التغريدات، أو زيادة الإعجاب بالتغريدات. بل إن ظاهرة التسول الرقمي قد أخذت مَنْحًى أكبر من ذلك وهي تجارة بيع نجوم السماء وتسميتها باسم المشتري، وقد أوضح الشيخ عبدالله المنيع، عضو هيئة كبار العلماء، أن هذا النشاط مُحَرَّمٍ وَبَاطِل شرعًا عند سؤاله من قبل إحدى اَلصُّحُف (عكاظ).
الأضرار الاجتماعية والأمنية الناتجة عن التسول الرقمي:
التسول الرقمي يمكن أن يسبب العديد من الأضرار الاجتماعية والأمنية. فيما يَلي بَعْضٌ من هذه الأضرار:
- تشجيع ثقافة الاعتماد على الآخرين.
- تَعْزِيزُ الفقر والبطالة وَتَعُودُ النفس على الكسل بدلًا من البحث الجاد عن العمل.
- الإضرار بالاقتصاد الوطني نتيجة الاِحتيال المالي.
- تمويل الأنشطة غير القانونية والسلوكيات غير الأخلاقية، الأمر الذي يُسَاهِم في اِنتِشار الجرائم.
- التقليلُ من الثقةِ في القنوات الحكومية الرسمية التي تُقَدِّم الخدمات العامة للمواطن والمقيم على حدًا سواء.
بعض الحلول الممكنة التي قد تسهم في الحد من التسول الرقمي:
هناك العديد من الحلول التي تسهم في الحد من التسول الرقمي، حيث يعتبر تجاهل طلبات المتسول الرقمي الأمر الأكثر أهمية، وفيما يلي بعض من هذه الحلول:
- تَعْزِيزُ الوعي والثقافة بين المجتمع حول الخطر المترتب على ظاهرة التسول الرقمي.
- تَقدِيمُ الدعم المادي فقط من خلال المنصات الاجتماعية الرسمية التي تقع تحت الرقابة الحكومية مثل منصة إحسان وإسكان، والتي تقدم الأعمال الخيرية للأشخاص الذين يحتاجون إليها.
- وَضْعُ التشريعات القانونية القوية والأنظمة للتصدي لممارسة التسول الرقمي.
- عَدَمُ التفاعل مع أي طلبات مادية تُقدم عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
- الامتِنَاعُ عن الثقة وإرسال المال لأي شخص لا تعرفه بشكل جيد، والذي يمكن أن يتواجد خلف الشاشة.
- من الأجدى تنبيه إدارة منصة التواصل الاجتماعي أو السلطات الأمنية المحلية عن الحساب أو الموقع الذي يطلب التبرعات المالية.
هناك العديد من الحلول اَلْفَعَّالَة للتصدي لظاهرة التسول الرقمي وضمان بيئة رقمية أكثر أمانًا. فالتسول الرقمي هو تهديد يمكن أن يؤدي إلى الكثير من الأضرار الاجتماعية والأمنية على المجتمع. ولكن من الضروري التعاون جميعًا للتصدي لهذه الظاهرة المزعجة وأن نقول جميعًا، لا.. للتسول الرقمي.
محمد السويعي
مختص في إدارة تقنية المعلومات والأمن السيبراني ومهتم في أبحاث أنظمة الذكاء الاصطناعي
التعليقات مغلقة.