Estimated reading time: 10 minute(s)
الأحساء – “الأحساء اليوم”
في لقطة علوية لمنتزه الملك عبدالله البيئي بالأحساء الذي يقام فيه برنامج إثراء المعرفة في الفترة مابين 20 من جمادى الأولى وحتى 18 من جمادى الآخرة, تجد منظومة تسير كعقارب الساعة يعرف كل فرد فيها موقعه، ويؤدي ما عليه دون توان أو تقصير، حيث كان لبرنامج “إثراء المعرفة” الفضل في اكتشاف موهبة المتطوعة بتول محمد في معمل الفنون التشكيلية, بعد أن حولت تجربتها في ورشة الفنان وائل السبيل عن فن الرسم عن طريق ظل الكأس إلى الاستفادة من الكأس بتلوينه لتتكون لوحة جمالية متكاملة بأناملها الذهبية، إضافة إلى استفادتها من الدروس التي تقدم في معمل الفنون بواحة الأجيال، وقيامها بتطويرها لتصل إلى أهدافها.
وتستخدم بتول ذات الـ22 عاما المشرط، والألوان، والقلم الرصاص، لإتمام فكرتها بعد التخطيط المسبق, حيث يستغرق عمل هذا الشكل الجمالي 20 دقيقة، مما دفعها لاجتذاب العديد من الزوار الذين توجهوا إليها لرؤية كيفية صناعة لوحة فنية في كأس، بالإضافة إلى الظل الذي يعكس إبداعها, مشيرة إلى أن هدفها رسم البسمة على شفاه الزوار الذين تجمهروا حولها مستخدمين أجهزتهم الذكية لالتقاط جديدها وأسئلتهم التي توالت للتعرف على هذا الفن البسيط.
ومن جانبه، ذكر عمر بدر مدير البرنامج إلى أن المسئولين عن إثراء المعرفة يهدفون إلى رصد انطباعات الناس عن البرنامج، حتى يسعون إلى التجديد والتطوير، مشيرًا إلى أن النجاحات التي استمرت ما هي إلا امتدادا لنجاحات السابقة في الظهران، وجدة حتى وصلت إلي الأحساء بطموح أكبر.
وأكد بدر على أن عدد الزوار وصل بعد مرور 26 يومًا من بدء البرنامج إلى 400 ألف زائر, مشيرًا إلى أن البرنامج استقبل أكثر من 10 آلاف طالب وطالبة من طلاب المدارس، إضافة إلى زيارات اليتامى، وذوي الاحتياجات الخاصة، مرجعًا ذلك إلى ما تتمتع به الأحساء من خصوصية ثقافية ومعرفية جعلت أهلها يقبلون على البرنامج متوقعين الفائدة, ومشيرًا أيضًا إلى أن أهل الأحساء معروفون بحبهم للإبداع، والحفاظ على الأعمال الشعبية، ذكرًا شكرهم لأرامكو السعودية التي لبت توقعاتهم, حيث قال:” ذلك الأمر الذي جعلنا أمام مسؤولية كبيرة تجعلنا نبدع أكثر لنأتي في المرة القادمة ببرنامج أكثر إبداعًا ومعرفة”.
وأثنى مدير برنامج “إثراء المعرفة” على دور بحوث مركز الملك عبدالعزيز والتي ساعدت أرامكو على التعرف على احتياجات كل منطقه، موضحًا أنهم اعتمدوا على هذه الدراسات في وضع وتخصيص البرنامج بما يناسب المكان الذي نذهب إليه, ومشيدًا بدور جامعة الملك فيصل في إثراء البرنامج من خلال الخيمة الصحية والتي أقامتها بالشراكة مع مديرية الشؤون الصحية، حيث نتج عنها توفير سيارة المامو جرام للكشف المبكر عن السرطان، والتوعية الصحية لأمراض السكري والضغط, إضافة إلى جمعية نقاء لمكافحة التدخين، ومركز التنمية الأسرية.
كما وجه بدر الشكر إلى أمانة الأحساء التي ساهمت بتوفير المنتزه، وتهيئته لاستقبال البرنامج، وتذليل الصعاب ليخرج بهذه الصورة المشرفة، مبينًا أن أرامكو تقدم هذا البرنامج هدية إلى أهل الأحساء، اعترافًا منها بدورها المجتمعي، وانطلاقا من قيمه، حيث حرصت الشركة على ربط المعرفة بالترفيه من خلال الخيام الموجودة في البرنامج، والتي منها واحة الغوار التي تساعد على إرشاد الناس وتعريفهم بدور أرامكو في استخراج البترول والغاز، خاصة وأن حقل الغوار التابع للشركة يقع في منطقة الأحساء.
وأشاد بدر بمتطوعي البرنامج من الأحسائيين، معتبرًا أن ذلك دليل على أن هذا المجتمع فيه خير، ومتعطش للخدمة المجتمعية, مثنيًا على روح التحدي والالتزام والاحترام التي يتمتع بها المتطوعين، الذين تدربوا على مقابلة الزوار، والبرامج المختلفة، موجهًا الشكر إليهم بسبب مساهمتهم في نجاح البرنامج، إضافة إلى موظفي أرامكو السعودية الذين ضحوا براحتهم و تركوا ديارهم وصبر أهلهم عليهم من أجل رسالة اجتماعية يقدموها للوطن.
وعبر مدير “إثراء المعرفة” عن امتنانه لأهالي الأحساء لثقتهم في البرنامج، تاركين بناتهم تشارك في المهرجان لمدة 5 ساعات متواصلة دون خوف عليهم، معتبرًا ذلك دليل على استشعارهم بالأمن والفائدة منه, ومؤكدًا على أنهم يتطلعون إلى تلبية طموحات الناس بتقديم كل جديد من أرامكو السعودية، بالاشتراك مع مركز الملك عبدالعزيز الذي يقدم للجميع كل جديد بهدف تحويل المجتمع إلى مجتمع معرفي.
التعليقات مغلقة.