Estimated reading time: 8 minute(s)
الأحساء – “الأحساء اليوم”
تشهد أروقة مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات استعدادات هائلة وتصاعد في وتيرة العمل، حيث سيحتضن المركز برنامج إثراء المعرفة ثاني أيام عيد الفطر، والذي احتل مساحات واسعة من أرض مركز المعارض في ظل توقعات بتوافد بموجات كبيرة من الزوار تتجاوز نصف مليون زائر، الأمر الذي يعد تحديًا لطالما تمت معالجته عبر ما يعرف بإدارة الحشود في برنامج إثراء المعرفة.
ولأن تلك الأعداد الكبيرة المتوقع توافدها على البرنامج، فقد جاء الخبير “يانس باباس” قادمًا من اليونان ومحملًا برصيد أولمبي بدءًا من أولمبياد أثينا 2004 وانتهاءً بأولمبياد لندن 2014، سرعان ما تمكن من بناء فريق سعودي على أعلى المستويات الاحترافية في إدارة الحشود والتي كانت موضع اختبار حقيقي في كل من نسخ البرنامج التي انفرط عقدها في كل من الظهران وجده والأحساء خلال الشهور القليلة الماضية، والآن ينتقل البرنامج إلى الرياض ليواجه أكبر مدينة سعودية نسبة إلى عدد السكان.
ولأن مهرجان إثراء المعرفة بالرياض يختلف هذه المرة عن سابقاته، فقد استطاعت إدارة الحشود أن تعلن عن برنامجها بأسلوب جديد ومبتكر في تدريب المتطوعين الذين وصل عددهم ألف شخص وتم ترشيح 450 شخصًا منهم تدربوا على أفضل الأساليب التي تزامنت مع تدريبات ميدانية تتماهى مع البيئة المحلية في معالجة وتنظيم الحشود.
“يانس باباس” ذو الأربعة والأربعين عامًا الذي انضم إلى فريق إثراء المعرفة مطلع نوفمبر 2012 لا يزال يحفظ عن ظهر قلب تجربته الأولى في السعودية، حيث كانت أولى مهام عمله في محافظة الأحساء، يقول “باباس” عن التجربة الأحسائية، بأنها كانت تجربة ثرية في التعرف على صفات الناس والمشاكل التي قد يواجهها القائمون على إدارة الحشود، يضيف “كان حجم الزوار في ذلك المهرجان قد تجاوز 600 ألف شخص بمعدل أربعين ألف زائر في اليوم الواحد، البرنامج كان ناجحا بكل المقاييس وكانت فرصة لي أن أطبق بعض الأساليب في ادارة الحشود بما يتناسب مع طبيعة وخصوصية المجتمع السعودي.
وخلال الشهور الماضية عكف الخبير اليوناني على تدريب عدد من موظفي أرامكو السعودية، الأمر الذي أثمر أخيرًا بولادة كوادر سعودية لإدارة الحشود في مهرجان إثراء المعرفة الذي زاره حتى الآن قرابة مليون وستمائة ألف في كل من الظهران وجدة والأحساء.
ومن جانبه، أشار مسؤول ادارة الحشود عبداللطيف الرقيب، وهو من أوائل من تلقى التدريبات على يد “باباس”، إلى أنه قد استفاد من زميله اليوناني كثيرًا، يضيف الرقيب “في هذه النسخة اعتمدنا ثلاثة خطط أو مراحل لتجنب أي تكدس جماهيري او حتى مشاكل لوجستية داخل منطقة المعارض، إضافة إلى أن خطة مرورية مشتركة مع مرور الرياض ستكون جاهزة منذ اليوم الأول للبرنامج، كما أن هناك تعاونا كبيرا بين أرامكو وإدارة الدفاع المدني للتأكد من كافة إجراءات السلامة”. وأضاف الرقيب بأن المتطوعين تعرضوا لتدريب مكثف على جميع الخطط المعتمدة في البرنامج فضلًا عن السيناريوهات المحتملة.
وأكد “الرقيب” أن هذا المهرجان يختلف هذه المرة عن سابقاته التي انفضت مؤخرا بعض مدن المملكة، لأنه يقام في مبني داخلي يحتوي على خدمات متطورة وتسهيلات لوجستية هائلة، الأمر الذي يرى “الرقيب” أنه سيسهم في تنظيم الفعاليات بشكل دقيق.
ويضيف “الرقيب”: “هذا التنظيم سيمنحنا قدرة على التحكم في استقبال اكبر عدد من الزوار إضافة إلى أن هناك ميزة مهمة لإدارة الحشود تكمن في معرفة عدد الزوار الذين ياتون في وقت واحد، مما يسمح لنا بتحمل ضغوط الزوار والتعامل مع كل الطوارئ من حيث الاستيعاب والإخلاء”, مختتمًا حديثه بأن إدارة الحشود لديها أيضًا أقسام خاصة لحفظ الأمانات وإدارة خاصة بالتبليغ عن فقدان الأطفال وفقدان الأشياء التي تخص الزوار.
التعليقات مغلقة.