Estimated reading time: 16 minute(s)
الأحساء اليوم – خاص
كشفت حالة السجال بين المجلس البلدي لمحافظة الأحساء، وشركة الأحساء للسياحة والترفيه (أحسانا) المسؤولة عن إنشاء وصيانة وتشغيل المرافق السياحية والترفيهية بجبل القارة، من خلال البيانات الصحفية لكلا الطرفين، بعد أن اتهم المجلس البلدي الشركة بالمماطلة على مدار أكثر من ثمانية أعوام، وإهدار المقومات السياحية بجبل القارة، وسبل استثمارها على الوجه الصحيح، عن مغالطات جمة من جانب الشركة المنفذة.
فعقب أيام من بيان المجلس البلدي الذي وزّعه على الصحف، عن تأخر مشروع جبل قارة ونشرته الأحساء اليوم تحت عنوان (بلدي الأحساء يستنكر مماطلة “أحسانا” في تطوير جبل القارة.. ويطالب بفسخ العقد) http://www.hasatoday. com/73051، جاء رد الرئيس التنفيذي لشركة الأحساء للسياحة ” أحسانا ” عبداللطيف العفالق، على ما ورد في بيان المجلس البلدي للمحافظة، حاملًا الكثير من التبريرات والمصطلحات المثيرة التي لا يحتملها الموضوع، متهمًا المجلس البلدي بالتسلق لأغراض شخصية وانتخابية، متناسيًا أن المجلس البلدي له الصفة الرقابية كما انه لم يتذمر من التأخر إلا بعد ثماني سنوات كاملة، ثم ما هو رده على أمين الأحساء الذي كتب خطابًا إلى محافظ الأحساء – حسب بيان بلدي الأحساء – هل هو متسلق الآخر! ولماذا هذا الهجوم على المجلس البلدي واتهامهم بالتسلق هل لأنهم أرادوا استيضاح الحقائق وأداء إحدى مهامهم الرقابية؛ أسئلة طرحها مهتمون بالشآن المحلي.
كما حمل رد الشركة على لسان رئيسها، أرقامًا يصعب الإقناع بها -بحسب مختصين، حيث ذكر ارتفاع الاستثمار في مشروع الجبل 30 ضعفًا من 2 مليون وحتى 60 مليونًا، فضلًا عن كشفه إنفاق الشركة 5 ملايين ريال على دراسة دامت ثلاث سنوات لإبراز الهوية التاريخية للأحساء؛ وكأن المشروع عند ترسيته لم يكن مبنيًا على أي دراسات أو متضمنًا هذا الجانب المهم لأي مشروع سياحي كبير مثل جبل القارة.
وناقض “العفالق” تصريحاته، عندما قال إن نحو ٨٠٪ من المشروع قد انتهت الشركة من إنجازها، حيث سبق لرئيس الشركة أن أكد، في لقاء صحفي مع “الوئام” نشر في ٣٠ سبتمبر ٢٠١٣م، أن افتتاح المشروع سيتم بعد عام فقط!. وكذلك تصريحات رئيس مجلس الإدارة في “الشرق” بأن التكلفة وصلت ٣٠ مليونًا، فكيف ارتفعت التكلف من ٣ملايين إلى 30مليونًا، ثم قفزت الآن بعد سنتين فقط إلى ٦٠ مليون!.
وكان بيان الرئيس التنفيذي لشركة الأحساء للسياحة، قد قال في رده: “إن البيان الذي أصدره المجلس البلدي عن شركة الأحساء للسياحة والترفيه ومشروع تطوير جبل القارة وما فيه من مغالطات كثيرة بدءًا من المعلومات التي لا علاقة لها بالواقع، والأرقام والنسب الخاطئة، وأيضًا استخدامهم صورًا قديمة لمباني المشروع، إضافة إلى ادعائهم بتوقف أعمال التطوير في الجبل والتشهير بسمعة الشركة دون وجه حق”، مؤكدًا أن “الشركة تتمسك بحقها القانوني حيال المجلس البلدي ولا تسمح لأي شخص كان أن يستخدم أسمها لأغراض شخصية أو استمالة عواطف الناس لأغراض انتخابية أو خلافة”.
وبرر “العفالق”، تأخر المشروع بأنه “نظرًا لمجموعة من العوامل الداخلية والخارجية، منها متطلبات التطوير وتبني الشركة إبراز الهوية التاريخية للأحساء، موضحًا أن تغيير إستراتيجية الدولة خلال الثماني سنوات الأخيرة من عمر هيئة السياحة والآثار في مقدمة هذه الأسباب التي انعكست على الصعيد الداخلي، وأدت إلى زيادة رأس مال الشركة من 16 مليون ريال إلى 50 مليون ريال، وإعادة دراسة احتياج السوق السياحي في الأحساء حيث استوجبت هذه الدراسة زيادة الاستثمار في مشروع الجبل من 2 مليون وحتى 60 مليون (ثلاثون ضعفًا)” –على حد قوله.
وأضاف البيان: كما أن تبني الشركة إبراز الهوية التاريخية للأحساء أمر في غاية الأهمية الوطنية، حيث إنه استثمار ثقافي تاريخي في السياحة المستدامة للأجيال على مستوى الوطن ككل، إضافة إلى ما تحدثه من استدامة للتنمية وتحريك عجلة الاقتصاد في القطاعات الاقتصادية ذات العلاقة. من أجل ذلك تبنت الشركة دراسة دامت ثلاث سنوات أنفقت عليها 5 ملايين ريال للوصول إلى هذا الهدف.
وأشار إلى أن الشركة استقطبت عددًا من الكفاءات السعودية المتميزة في المجالات ذات العلاقة بالمشروع، حيث بلغ عدد موظفيها أكثر من 50 موظفًا وموظفة، وقد بلغت نسبة السعودة فيها ما يقارب الـ 70%، إضافة إلى تعاون الشركة مع نخبة من الأكاديميين والخبراء الخارجيين.
وقال “العفالق”: “إن الشركة نفذت إيصال الخدمات للمشروع على نفقتها الخاصة، إضافة إلى صعوبة حصول الشركة على تأشيرات لبعض التخصصات المهمة مثل: التخصصات الهندسية التي لازالت تشكل عائقًا آخر نعاني منه كما يعاني الآخرون على الرغم من ارتفاع نسبة السعودة في الشركة (70%)”.
“العفالق” أكد كذلك أن “الشركة حرصت على أن لا يشكل التطوير الذي تقوم به عائقًا أمام الزوار، لذلك حرصت على بقاء أبواب مغارة جبل القارة مفتوحة لاستقبال الزوار ولم تغلقها بتاتًا منذ توقيع العقد وحتى هذه اللحظة، مع توفير كافة الخدمات الأساسية من الأمن والنظافة ودورات المياه وخلافه، كما تستقبل الشركة الوفود والزوار الرسميين الذين كان آخرهم وفد إعلامي من دول الخليج”.
واعتبر رئيس الشركة المنفذة للمشروع أن “التأخير كان في صالح المشروع ولم يأتِ من تكاسل الشركة عن أداء دورها وإنما لإخراج المشروع بصورة تليق بمحافظة الأحساء كمنطقة ضاربة في عمق التاريخ، والجبل كوجهة سياحية، وبالشركة كشريك وطني رائد في التطوير السياحي”. مضيفًا: “أن الشركة لا تنفذ المشروع كمقاول لحساب أي جهة، وإنما تستثمر خبراتها وإمكاناتها لصالح التنمية الوطنية”.
وحيث أن الاستثمار في تطوير الوجهات السياحية في المملكة في هذه المرحلة تحديدا بحسب العفالق يواجه مجموعة من العقبات والمعوقات التي جعلت الغالبية العظمى من المستثمرين على الأراضي الحكومية يتراجعون عن استثماراتهم خوفًا من الخسائر المادية، وأوضح قائلًا: “أن شركة الأحساء للسياحة والترفيه على العكس من ذلك تمامًا فقد ضاعفت استثماراتها في المشروع إلى ثلاثون ضعف (من 2 مليون ريال حتى 60 مليون ريال) بتمويل ذاتي إيمانًا من مجلس إدارة الشركة بدورهم الوطني في تنمية الأحساء، وحرصًا منهم في إنجاح الشراكة مع وزارة الشئون البلدية والقروية ممثلة في أمانة الأحساء الذين نقدر دعمهم ونحتاج منهم إلى المزيد من الدعم لهذا الاستثمار ليكن نموذجًا ناجحًا في الاستثمار مع القطاع الخاص في تطوير الوجهات السياحية”.
وختم “العفالق” رده قائلًا: “بفضل الله وعونه فقد بدأت الشركة العد التنازلي لافتتاح المشروع، حيث تم إنجاز ما يقارب الـ 80% من المشروع والذي سيكون بحول الله ركنًا أساسيًا هامًا في السياحة الثقافية والتاريخية في المنطقة”.
يذكر أن مشروع إنشاء وصيانة وتشغيل المرافق السياحية والترفيهية بجبل القارة لم يكن المشروع الوحيد الذي تتأخر شركة الأحساء للسياحة والترفيه (أحسانا)، عن تنفيذه وتسليمه في موعده المحدد، إذ سبق أن أمهلت وزارة الزراعة، الشركة ذاتها سنة إضافية، لتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع تطوير متنزه الشيباني، بعد انتهاء فترة السنوات الخمس المحددة لاستثمار المشروع في 2011/9/11م؛ بسبب توقف الأعمال بالكامل. حيث ذكر خطاب رفعته هيئة الرقابة والتحقيق إلى وزير الزراعة بعد جولات ميدانية على المواقع الاستثمارية التابعة لمتنزه الأحساء الوطني، بأن عدم قيام المستثمر بالبدء في أعمال الإنشاء نتج عنه حرمان سكان الأحساء وزائريها، من الاستفادة من تلك المواقع، كأماكن ترفيهية وهدر المال العام، لعدم قيام المستثمرين بالعناية بما تحتوي عليه المواقع، من مزروعات ومسطحات خضراء ومرافق، وتردي أوضاعها بحسب الشرق.
التعليقات مغلقة.